اليهود في فلسطين وخارجها في الحديث عن قيام دولة اليهود بفلسطين يتحتم على البحث أن يحتوي ثلاث نقاط مهمة هي:
الأولى: الزراعة وسيلة اليهودي لاستعمار فلسطين.
الثانية: علاقة اليهود خارج فلسطين بدولة اليهود.
الثالث: إلى أن مدى استطاعت الصهيونية أن تكون دولة على أساس الدين وحده؟
والإجابة عن النقطة الأولى نلجأ إلى مؤرخ صهيوني هو (روفائيل ماهلر) الذي وضع دراسة عميقة عن وضع اليهود الاقتصادي في البلاد المختلفة رأسمالية وشيوعية واشتراكية، ويقرر هذا المؤرخ أن اليهود يتجنبون مهنة الزراعة، وأنه ليس بينهم فلاحون قط، فيما عدا مناطق صغيرة نائية في بولندا وروسيا القيصرية، وكما تجنب اليهود الزراعة فإنهم كذلك تجنبوا الصناعة، فليس لهم في المناجم عامل واحد، وليس لهم أي دور في النشاط الصناعي. أما الأعمال التي تخصصوا فيها فهي التجارة والمال والمهن الحرة كالطب والمحاماة والصحافة.
ويقرر المؤرخ الصهيوني أن هذا الوضع يثير الناس ضد اليهود لأنهم لا يسهمون في عمليات الانتاج، ولا يحملون عب ء العمل مع المناضلين، ويروي المؤرخ أنه طالما سمع في بولندا من العمال هذا السؤال: لماذا لا نجد من اليهود أي عامل صناعي مثلنا؟ لماذا لا نراهم في هذه الأعمال المجهدة أو يروي أنه قرأ أخيرا أن الاتحاد السوفيتي قرر أنه ليس من حق أية قومية من قوميات الاتحاد السوفيتي أن يكون لها نسبة بين طلبة الجامعات أكثر مما لها من نسبة بين عمال المناجم، ويعقب المؤرخ على هذا بقوله: إنه لا يوجد عامل مناجم يهودي واحد لا في روسيا ولا في أمريكا (1).