نهايتها مجرد حديث صغير على هامش أحداث تاريخ مصر وسوريا وآشور وفينيقيا (1).
اليهود بعد سقوط إسرائيل ويهوذا:
خلت فلسطين تقريبا من اليهود إثر سقوط مملكتي إسرائيل ويهوذا، وفي سنة 538 ق م احتل قورش ملك الفرس بلاد بابل، ومن ثم أصبح له السلطان على أرض يهوذا، وأطلق الفرس على شعب يهوذا اسم اليهود، وأطلقوا على عقيدتهم اسم اليهودية (2)، ومن ذلك التاريخ أصبحت كلمة (اليهود) تعني من اعتنق اليهودية، ولو لم يكن من بني إسرائيل (3)، وهذا هو الفرق بين اليهودي والإسرائيلي وسمح قورش لليهود بالعودة إلى فلسطين واستئناف عهد الحرية بها في ظله، ولكن أكثر اليهود كانوا قد ألفوا الحياة البابلية وامتدت بها أعراقهم، وعرفوا بها خصب العيش، والتجارة الرايحة، ومن ثم فقد ترددوا طويلا في العودة للقفار والصراع حول المدينة المقدسة، وبعد هذا التردد استقر رأي الأغلبية الساحقة على البقاء حيث كانوا بالعراق ومصر وغيرهما من البلاد التي نزحوا إليها عقب سقوط دولتهم على يد بختنصر (4)، ولم تقبل العودة إلى فلسطين إلا قلة بدأت رحلتها بعد سنتين