ويلاحظ أن اللغة العبرية عندما انقرضت كلغة للتخاطب لدى بني إسرائيل، بقيت حينا يستخدمها الكهنة في الكتابات الدينية، أما لغة التخاطب بينهم فقد أصبحت اللغة الآرامية، التي انتشرت في العراق وفي سوريا وفلسطين وغيرها. وبعد فترة حلت الآرامية محل العبرية في الكتابة أيضا، ولكن اللغة اليونانية سرعان ما زاحمت الآرامية في الحديث والكتابة، وقد كتبت أسفار العهد الجديد باليونانية إلا إنجيل متى فيرجح أنه كتب باللغة الآرامية ثم ترجم لليونانية (1).
الهكسوس والعبرانيون بمصر في القرون الأولى للألف الثانية قبل الميلاد زحف إلى مصر جماعتان ارتباط تاريخ كل منهما بالأخرى، وهاتان الجماعتان هما: الهكسوس والعبرانيون. والهكسوس هم الرعاة العماليق، وهم قوم من الأعراب الذين ذكرهم القرآن الكريم فيما بعد بقوله (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله) (2) وعندما ادعوا الإيمان صاح فيهم القرآن الكريم (قالت الأعراب آمنا. قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا. ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) (3) وقد اجتاح هؤلاء الرعاء أرض مصر بسبب القحط في الجزيرة العربية، وكان ذلك وقت انحلال الأسرة الثالثة عشرة الفرعونية، واستطاع الهكسوس أن يسقطوا هذه الأسرة، وأن يستولوا على السلطة، وكونوا أربع أسر هي الرابعة عشرة والخامسة عشرة والسادسة عشرة والسابعة عشرة.