الدوانيقي إلى حمل آجرة إلى بناء مسجد ما أطعته " (1) وإذا بطل ما احتملوه من الاحتمالات في الخبر في معنى الإمام تعين أن يكون المراد منه ما ذكرناه وهو الرئيس العام المنصوب من الله لهداية الناس وحماية حريم الإسلام، والظاهر من ابن أبي الحديد (2) ظهورا يقرب إلى التصريح أن المراد بالامام في الخبر الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأن من مات وهو عارف بهم كان مؤمنا ومن مات ولم يعرفهم مات فاسقا وخلد في النار وأراد بهم الخلفاء الأربعة ومن صحت إمامته بعدهم عند أصحابه، وليس المراد من الإمام من هو في زمان المكلف الميت، وجوابه معلوم مما ذكرناه في أول الكلام على معنى الخبر ويؤيده ما رووه وهو أيضا من الراوين لفعل عبد الله بن عمر مع الحجاج وقد مر ذكره فإنه مصرح بأنه فهم من الإمام المذكور في الخبر إمام زمان المكلف لا الإمام الذي مضى زمانه وانقضى دوره، وإن كان قصر في النظر حيث جعل إمام الفساق الذي تجب عداوته كإمام الحق الذي تجب معرفته، بل رجح الأول على الثاني فقعد عن بيعة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وخذله مع الخاذلين وفعل ما سمعت في بيعة عبد الملك ولقد أزرى عليه الحجاج بذلك واستحقره حتى أنه لم يجلس له ولم يعطه يده بل أخرج إحدى رجليه من اللحاف وهو نائم وقال بايعها فإن يدي عنك مشغولة (3) وهذا من فرط جهله أو شدة عداوته لأمير المؤمنين (عليه السلام) يرثها لا عن كلالة، والحاصل أن الخبر واضح في أن لكل زمان إماما تجب معرفته على المكلفين ولا يسعهم جهله لا سيما على ما ذكره البهائي في لفظ الحديث، والاحتمالات مزيفة وهو المطلوب روى ثقة الإسلام محمد بن يعقوب
(٨٦)