عنا بابا أو بابين) وهم في كل ما قالوا وجميع ما بينوا من الأحكام في الحلال والحرام والقصص والأخبار لم يكونوا ناقلين له عن أستاذ ولا محدث، بل يلقيه كل سابق منهم إلى لاحقه إلى أن ينتهي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لا يرجعون في علومهم إلا إليه لا إلى رأي ولا قياس كغيرهم من بني أبيهم، ومن جملة الناس وقد أقر بأعلميتهم على من سواهم من إخوانهم وأعمامهم جميع العلماء وصنفت الكتب في فضائلهم دون غيرهم من الذرية الحسينية والحسنية من الخاصة والعامة فلا يذكر غيرهم من القبيلين إلا بالعرض والاستطراد، وملئت التواريخ بذكر كراماتهم ووصف علومهم دون بني أبيهم كما ذكرنا في أول الكلام، ومن أراد الاطلاع على ذلك فعليه بالكتب التي أشرنا إليها وغيرها مما ذكر فيه أخبار الماضين، وحيث كانوا أعلم أهل أزمنتهم وجب أن يكونوا هم الأئمة.
الرابع اجتماع الخصال الحميدة فيهم من الزهادة والعبادة والكرم والحلم واستجابة الدعوة والعفة والصيانة مما لم يجتمع بعضها لأحد من الناس، قال ابن أبي الحديد في مفاخرة هاشم وعبد شمس: " ومن الذي يعد من قريش أو من غيرهم ما يعده الطالبيون عشرة في نسق كل واحد منهم عالم زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاك، فمنهم خلفاء مرشحون ابن ابن ابن ابن هكذا إلى عشرة وهم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب ولا من بيوت العجم (1) وقال في موضع آخر: وأين أنتم عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي يقال له: علي الخير، وعلي الأغر، وعلي العابد، وما أقسم على الله بشئ إلا وأبر قسمه؟ وأين أنتم عن موسى بن جعفر بن محمد، وأين أنتم عن علي بن محمد بن الرضا لابس الصوف طول