المضمرات وصنف محمد بن طلحة الشامي كتاب مطالب السؤل في ذكرهم ونعتهم، وصاحب كتاب الفصول المهمة صنفه في وجوب معرفتهم، وعلي بن عيسى الأربلي جمع كتاب كشف الغمة في جمع مناقبهم وفضائلهم، وذكرهم محمد بن علي الصبان الشافعي في إسعاف الراغبين، ووصفهم بالأوصاف الجليلة مع شدة عداوته للشيعة وكثرة تعصبه عليهم كما يعرفه منه من رأى كتابه المشار إليه وذكرهم ابن خلكان في تاريخه بجميل الذكر وكم فاضل من مخالفينا صنف في فضائلهم، وكم من مؤلف من خصومنا ألف في جمع مناقبهم.
وأما أصحابنا فقد صنفوا في ذلك وجمعوا منه الكثير الواسع، وهذا يدلك على عظيم عناية الله بأئمتنا الطاهرين، حيث أجرى مدحهم على السن أوليائهم وأعدائهم، وهذا أدل دليل على إمامتهم، وأوضح برهان على رئاستهم، وأنها من الله تعالى عند من تأمل وأنصف، وقد اشتهر من كراماتهم واستجابة دعائهم ومعاجزهم، وعلمهم بالأسرار وإخبارهم عن المغيبات ما هو مذكور في كتب التواريخ والسير وكتب الأخبار من الخاصة والعامة، وليس هذا الكتاب مصنفا لذكر الفضائل ولا لجمع المناقب فمن أرادها فليطلبها من الكتب التي سميناها وغيرها فإن هذا الكتاب إنما هو مصنف لإثبات النص عليهم بالإمامة وأردنا من هذا الكلام بيان أنهم معروفون بالفضل والعلم موصوفون بالجود والحلم عند الولي والخصم، فليس من أنكر إمامتهم أنكرها لجهل بفضلهم ولا لعدم معرفته بشرفهم ومجدهم وقربهم من النبي (صلى الله عليه وآله) وطيب أصلهم، ولا لخفاء خصالهم الحميدة وجمل فعلهم، وكيف يخفى فضل أهل البيت على القوم وهم قد رووا في حقهم عن النبي (صلى الله عليه وآله) ما مر عليك في هذا المصنف من الأخبار على كثرتها مع ما سيأتي ذكره منها، وهذا كله جزء مما رووه في فضلهم، ولا بأس بذكر بعض الأحاديث في هذا المقام مما