(إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه فإن لم تفعلوا لن تفلحوا) (1) وغير ذلك من الأقوال الشديدة فيه مما صح نقله عند مشايخ القوشجي وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقنت بلعنه ولعن جماعة من أصحابه في الصلاة يكون خير الأمة لأن الله جمع الناس عليه فدانت له الناس بالقهر والغلبة، فيكون أفضل من سعد بن أبي وقاص وهو أحد العشرة المبشرة بالجنة والذي اختاره عمر بن الخطاب للخلافة وجعله من أصحاب الشورى، وأفضل من الحسن والحسين اللذين هما سيدا شباب أهل الجنة، وأفضل من باقي المهاجرين والأنصار الذين كانوا في ذلك الزمان، وهذا من أبطل ما يكون بغير ريبة، أو إن الله لم يرد بالناس خيرا حين جمعهم على معاوية بل أراد بهم شرا، وهذا لا يرضى به القوشجي وأصحابه لاستلزامه بطلان إجماعاتهم التي يحتجون بها على أقوالهم المتناقضة، ومذاهبهم المتنافية، والحاصل أن من نظر فيما حررناه، وتبصر فيما رسمناه لا يكاد يتوقف في بطلان أحاديثهم هذه وما شاكلها، ولا يرتاب في اختلاقها وافتعالها إن كان ذا روية وإنصاف، وإذا بطل ما استند إليه القوشجي من الأخبار وانهدم ما اعتمد عليه من الآثار فلا حاجة إلى التعرض لما ذكره من الأمارات الدالة بزعمه على تفضيل الثلاثة على معدن الفضل أمير المؤمنين من كثرة الفتوح والغنائم وغير ذلك مما سنوضح طرقه ونذكر أسبابه، وأغرب ما في كلامه جعله جمع عثمان الناس على مصحف واحد يعني قراءة زيد بن ثابت وإسقاطه جميع القراءات المروية عن النبي (صلى الله عليه وآله) بطرق ثقات الصحابة كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وشبههما وحرقه المصاحف من الأمارات الدالة على فضله وأفضليته وهذا مما يقضي بالعجب العجاب
(٣٣٥)