محاضرات في الإلهيات - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٤٢٠
الجسماني هو إعادة تلك الأجزاء الأصلية، والأجزاء الأصلية في كل بدن تكون فاضلة في غيره (1)، وإليه أشار المحقق الطوسي بقوله:
" ولا يجب إعادة فواضل المكلف ". (2) أقول: المعاد الجسماني لا يتوقف على كون البدن المحشور نفس البدن الدنيوي حتى في المادة الترابية بل لو تكون بدن الإنسان المعاد من أية مادة ترابية كانت وتعلقت به الروح وكان من حيث الصورة متحدا مع البدن الدنيوي يصدق على المعاد أنه هو المنشأ في الدنيا.
يؤيد ذلك قول الإمام الصادق (عليه السلام):
" فإذا قبضه الله إليه صير تلك الروح إلى الجنة في صورة كصورته فيأكلون ويشربون، فإذا قدم عليهم القادم، عرفهم بتلك الصورة التي كانت في الدنيا ". (3) فترى أن الإمام (عليه السلام) يذكر كلمة الصورة، ولعل فيه تذكير بأنه يكفي في المعاد الجسماني كون المعاد متحدا مع المبتدأ في الصورة من غير حاجة إلى أن يكون هناك وحدة في المادة الترابية بحيث إذا طرأ مانع من خلق الإنسان منه، فشل المعاد الجسماني ولم يتحقق.
ويستظهر ذلك أيضا من نحو قوله تعالى:
(أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم). (4)

1. قواعد المرام لابن ميثم البحراني: 144.
2. كشف المراد، المقصد 6، المسألة 4.
3. بحار الأنوار، ج 6، باب أحوال البرزخ، الحديث 32.
4. يس: 81.
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 423 424 425 426 ... » »»
الفهرست