2. مضمون الدعوة من جملة القرائن التي ترشد إلى صدق المدعي أو كذبه في دعواه، مضمون العقيدة التي يحملها، والدعوة التي يدعو إليها، ومقدار التوافق بينهما.
فإذا كانت العقيدة التي يحملها، والمعارف التي يدعو إلى اعتناقها، معارف إلهية تبحث في خالق الكون وصفاته وأفعاله، وكانت دعوته العملية مرشدة إلى التحلي بالمثل الأخلاقية، والفضائل الإنسانية، وناهية عن الرذائل النفسية وركوب الشهوات المنحرفة والفسق والمجون، كانت هذه قرائن على اتصال دعوته بخالق الكون، ومبدأ الخير والجمال.
3. الأدوات التي يستفيد منها في دعوته من القرائن التي تدل على صدق المدعي في دعوى النبوة والسفارة الإلهية، اعتماده في دعوته على أساليب إنسانية، موافقة للفطرة والطهارة، فإن لذلك دلالات على إلهية دعواه.
وأما لو اعتمد في نشر وتبليغ ما يدعيه على وسائل إجرامية، وأساليب وحشية غير إنسانية، متمسكا بقول ماكيافلي: " الغاية تبرر الوسائل " (1)، كان هذا دليلا على كون دعواه شخصية محضة، لا صلة لها بالعالم الربوبي.