إثبات إيمان علي وعدالته إلا إذا صاروا من أهل السنة، لأنه إذا قالت لهم الخوارج أن عليا كان كافرا كما يقولون هم في أبي بكر وعمر وعثمان لم يكن لهم دليل على إيمانه وعدالته إلا وذلك الدليل أشد دلالة على أبي بكر وعمر وعثمان (1) فإن احتجت الرافضة بما تواتر من إسلامه و هجرته وجهاده قيل لهم قد تواتر في أبي بكر وعمر وعثمان أكثر مما تواتر في علي (1) بل تواتر إسلام معاوية ويزيد، وخلفاء بني أمية وبني العباس وصلاتهم وصيامهم وجهادهم للكفار (1) فإن ادعوا في هؤلاء النفاق أمكن للخارجي أن يدعي في علي النفاق، وإذا ذكروا شبهة ذكر ما هو أعظم منها.
وإذا قالت الرافضة إن أبا بكر وعمر كانا منافقين في الباطن عدوين للنبي صلى الله عليه وسلم أفسدا دينه بحسب الامكان، أمكن للخارجي أن يقول إن عليا كان يحسد ابن عمه (1) وإنه كان يريد إفساد دينه فلم يتمكن من ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحياة الخلفاء الثلاثة حتى سعى في قتل عثمان (1) وأوقد الفتنة حتى تمكن من القضاء على أصحاب محمد بغضا له، وحسدا وعداوة، وإنه كان مباطنا للمنافقين الذين ادعوا فيه الألوهية، وكان يظهر خلاف ما يبطن لأن دينه التقية، فلما أحرقهم بالنار تظاهر بالبراءة من غلوهم، وإلا فهو قد كان معهم، ولهذا كانت الباطنية من أتباعه، وعندهم سره...
وإن أرادوا إثبات إيمانه بنص القرآن، قيل لهم القرآن عام، وتناوله ليس بأعظم من تناوله لغيره، وما من آية يدعون اختصاصها بعلي إلا