لم ينتهيا بهذه الآيات القرآنية عن إيذاء أهل البيت إن كان مؤمنين بها.
وكيف دخل عمر دارهم والله يقول: (لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) (1).
ألم يسمعا قول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي (ع) لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. أخرجه مسلم في صحيحه (2) فكيف قدما على عمل يكشف عن بغضهما له، فسجلا بذلك النفاق لأنفسهما على غير علم منهما بعاقبة الأمر.
هذه صفحة واحدة سوداها هذان الرجلان من تاريخ الإسلام وعلى هذه فقس ما سواها.
ومن يعطف نظره إلى التاريخ الإسلامي ويدرس بإمعان سيرة الذين شغلوا منصب الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ويرى أنهم كيف بذلوا قصارى جهودهم في نيل الزعامة الدنيوية غير مبالين بالدين ومقدساته فهل تكون له رغبة حينئذ في الإسلام، كلا، ثم هل هو سيعتقد بسعادة من يتبعهم وهو يرى بأم عينيه تكالبهم على الزعامة الدنيوية، ومخالفتهم الصريحة لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وآله حاشا (الشيعة تبرء من جيل الصحابة لأنها تعتقد أنهم أعداء أئمتهم) من أكاذيب الغريب وطعونه بالشيعة قوله في صفحة 88 من كتابه:
من عقيدة الشيعة عقيدة الولاء والبراء - الولاء للأئمة والبراءة من