رجل: بئس المرء ما علمنا إن كان لفظا غليظا إن كان.. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت الذي تقول؟ قال يا رسول الله الله أعلم بالسرائر فأما الذي بدا لنا منه فذاك. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وجبت. ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله): وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، إنما اتفقا على وجبت فقط. انتهى.
فقد أكد النبي (صلى الله عليه وآله) على شخص القائل الذي لم تسمه الرواية فقال له: أنت الذي تقول ذلك وتشهد بهذه الشهادة لهذا الميت؟ فقال نعم إني أشهد حسب ظاهر حاله. فقال النبي إن الجنة قد وجبت له بشهادة ذلك الرجل، أو إن شهادته طابقت الواقع كما أوحى الله إلى رسوله (صلى الله عليه وآله)، فيحتمل أن تكون القضية شخصية كما في الرواية السابقة، وإذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال، ولم يبق يقين بأنها قاعدة عامة.
المؤشر الرابع: أنه توجد أحاديث معارضة تجعل دعاء مئة مسلم موحد أو أربعين بالشفاعة للميت موجبا للأمل بأن الله تعالى يشفعهم فيه ويدخله الجنة.. وقد روت الصحاح رواية المئة، ورواية الأربعين، وفي بعض رواياتها ثلاثة صفوف، وأمة من الناس، ونحوها.. الأمر الذي يدل على أن وجود كثرة من المسلمين المؤمنين يصلون على جنازة الميت أو يدعون له، أمر مفيد له، وأن الله تعالى قد يستجيب دعاءهم.. ولكن ليس في هذه الأحاديث تلك الحتمية و (الأتوماتيكية) التي في أحاديث (وجبت وجبت) المتقدمة!
- ففي صحيح مسلم ج 3 ص 52 عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له، إلا شفعوا فيه.
انتهى وفي رواية أخرى: أربعون. ورواه في سنن البيهقي ج 3 ص 180 - 181.
- وفي سنن ابن ماجة ج 1 ص 477:
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى عليه مائة من