كتابة الحديث أو وجوبها، لأنه لا يمكن لأكثر المسلمين أن يحفظوا الحديث من إلقائه مرة أو مرتين، بل ولا خمس مرات!
فهل سقطت هذه الفريضة بمجرد وفاة النبي صلى الله عليه وآله أم أراد عمر أن يحصر مصدر العلم به شخصيا، وبأحاديث أهل الكتاب التي أجازها وشجعها؟!
روى البخاري في صحيحه: 1 / 28: (باب فضل من علم وعلم... عن النبي (ص) قال: مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا. وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به).
وفي ابن ماجة: 1 / 81: (قال رسول الله (ص): طلب العلم فريضة على كل مسلم).
(قال فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
وقد عقد أبو داود: 2 / 175 بابا باسم (باب الحث على طلب العلم) أورد فيه روايات. وكذلك الترمذي: 4 / 137 باسم (باب فضل طلب العلم)، وأوسع منه في مستدرك الحاكم: 1 / 89 و: 3 / 511 ومسند أحمد: 4 / 240، والدارمي: 1 / 95 والبيهقي: 1 / 282 والهيثمي: 1 / 124 و 131 و 191 و 201 وكنز العمال: 10 / 130 إلى 261 و: 12 / 85 و: 13 / 426 و: 15 / 840 و: 16 / 127... وغيرها.
كما عقد الترمذي: 4 / 138 بابا باسم (باب ما جاء في الاستيصاء بمن يطلب العلم). جاء فيه عن أبي هارون قال: (كنا نأتي أبا سعيد فيقول مرحبا بوصية رسول الله إن