ذلك ما بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه وخليفة كتابه وخليفة رسوله). انتهى.
* * أما نحن الإمامية فنحصر لقب خليفة الله تعالى، وخليفة النبي صلى الله عليه وآله، في من ثبت لهم النص بذلك وهم آدم وداود عليهما السلام ونبينا وعترته صلى الله عليه وآله الأئمة الإثنا عشر عليهم السلام. ونقول إن المقصود بقوله تعالى: وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، (سورة البقرة: 30)، شخص آدم عليه السلام وليس نوع الإنسان، والمقصود بقوله تعالى لقوم عاد: واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة، (الأعراف: 69)، المعنى اللغوي، أي جعلكم جيلا بعدهم وارثا لهم، وليس مقام الخلافة الإلهية، وكذلك قوله لقوم هود: واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض، بدليل ذمه تعالى لقوم عاد وهود وإهلاكهم.
أما قوله تعالى: أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أله مع الله قليلا ما تذكرون، (النمل: 62) فهو وعد إلهي باستخلاف الأمة الإسلامية، بجعل الإمام المهدي عليه السلام خليفته في الأرض، ليملأها قسطا وعدلا.
* * وكذلك نحصر لقب أمير المؤمنين بعلي عليه السلام, لنص رسول الله صلى الله عليه وآله. ففي عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1 / 16: (عن الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل أمة صديق وفاروق، وصديق هذه الأمة وفاروقها علي بن أبي طالب، وإنه سفينة نجاتها وباب حطتها، وإنه يوشعها وشمعونها وذو قرنيها. معاشر الناس: إن عليا خليفة الله، وخليفتي عليكم بعدي، وإنه لأمير