عيينة عن عمر وسمع جابر بن عبد الله قال: أتى النبي (ص) عبد الله بن أبي بعدما أدخل قبره، فأمر به فأخرج ووضع على ركبتيه، ونفث عليه من ريقه، وألبسه قميصه. والله أعلم!
... عن عبد الله بن عمر قال: لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له؟ فأعطاه قميصه وقال له: إذا فرغت منه فآذنا، فلما فرغ آذنه به، فجاء ليصلي عليه فجذبه عمر فقال: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين! فقال استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم، فنزلت: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره، فترك الصلاة عليهم). انتهى.
* * وفي الموضوع عدة مسائل بحثها المفسرون، أهمها:
1 - تبريرهم تصرف عمر مع النبي صلى الله عليه وآله.
2 - هل صحيح أن النبي صلى الله عليه وآله فهم من قوله تعالى: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم... أنه ليس نهيا عن الصلاة عليهم؟!
3 - حقيقة القصة وعدم صحة قول عمر إن آية: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا، نزلت بعد وفاة ابن سلول، بل نزلت السورة قبل وفاته!
* * أما عن تصرف عمر، فلم أجد أحدا من المفسرين أو شراح البخاري ومسلم خجل عن عمر أو لامه على تصرفه! بل وقفوا جميعا إلى جانبه في مقابل رسول الله صلى الله عليه وآله! ليثبتوا أنه كان مصيبا، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله كان مخطئا!!
قال في فتح الباري: 8 / 252: (فكأن عمر قد فهم من الآية المذكورة ما هو الأكثر