قال: نهانا ابن الخطاب! هذا حديث صحيح الإسناد له طرق تجمع ويذاكر بها. وقرظة بن كعب الأنصاري صحابي سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن شرطنا في الصحابة أن لا نطويهم. وأما سائر رواته فقد احتجا بهم). انتهى.
* * الأسئلة 1 - من الواضح أن المطلب الذي أراده عمر من هؤلاء الصحابة مطلب مهم عنده، وصعب عليهم، لأنه يخالف توجيهات النبي صلى الله عليه وآله التي عملوا به، ولذا خرج إلى توديعهم مسافة طويلة، مع أنه لم يكن يخرج إلى توديع أحد من الصحابة، فهذه المرة هي المرة الوحيدة! و (صرار) بكسر أوله، وبالراء المهملة أيضا في آخره: بئر قديمة، على ثلاثة أميال من المدينة تلقاء حرة وأقم). (معجم ما استعجم للبكري: 3 / 830).
ويفهم من قوله لهم (وأنا شريككم) أنهم كانوا يرون أن عدم التحديث عن النبي صلى الله عليه وآله إثم ومعصية لأنه كتمان لما سمعوه من النبي صلى الله عليه وآله ومخالفة لأمره إياهم بأن يبلغ الشاهد منهم الغائب! فأراد عمر أن يطمئنهم بأن كتمانهم ضرورة، وأنه لا إثم عليهم فيه! وإن يكن فيه إثم فهو شريكهم فيه!
فهل يوجد فرق بين كلامه هذا وقوله: يا صحابة رسول الله، اكتموا أحاديث نبيكم صلى الله عليه وآله، وأنا شريككم في الإثم؟!
وهل يجوز أن تطلب من أحد أن يفعل محرما وتكون شريكه في الإثم؟!
2 - يدل قول الصحابي قرظة: (فما حدثت بشئ وقد سمعت كما سمع أصحابي.. وإن كنت لأجلس في القوم فيذكرون الحديث عن رسول الله (ص) وإني لمن أحفظهم