وتجعله بدويا عاميا، يختار الانتحار خوفا من الفضيحة وانكشاف كذبه!
أو لأن ربه، وحاشا لله، ظالم غير عادل، حيث بعثه نبيا، ثم قطع وحيه عنه وتركه لتكذيب الناس!! فهل يقبل أحدكم أن ينسب إلى نبيه صلى الله عليه وآله هذا التصرف، أو إلى أي إنسان عاقل متزن؟
2 - قال ابن حجر في فتح الباري: 12 / 318: (قال الإسماعيلي: موه بعض الطاعنين على المحدثين فقال: كيف يجوز للنبي (ص) أن يرتاب في نبوته حتى يرجع إلى ورقة ويشكو لخديجة ما يخشاه، وحتى يوافي بذروة جبل ليلقي منها نفسه، على ما جاء في رواية معمر؟!
قال: وإن جاز أن يرتاب مع معاينة النازل عليه من ربه، فكيف ينكر على من ارتاب فيما جاءه به، مع عدم المعاينة؟!). انتهى.
وقد جعل (الإسماعيلي) الإشكال تمويها وطعنا على المحدثين! وكأن محور المشكلة هي المحدث الإسماعيلي وجماعته، ولم يفقه أنه إشكال على الحديث وأنه طعن بعصمة رسول الله صلى الله عليه وآله وطعن بإيمانه، بل بعقله!!
ثم حاول الإسماعيلي بكلام طويل أن يدافع عن البخاري وأتباعه من محدثي الخلافة، ويهون الأمر، ويقنعنا بصحة صدور الشك والارتياب والإقدام المتكرر على الانتحار، من أعقل الخلق وأكملهم، وخاتم النبيين، وسيد المرسلين صلى الله عليه وآله!! فما رأيكم، هل توافقونه وتنسبون إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه شك وارتاب في نبوته وحاول الانتحار، أم تنزهونه صلى الله عليه وآله عن ذلك؟!
* *