سعد حديثا مسندا عن ابن عباس! قال: (قوله فيها: فإذا طالت عليه فترة الوحي.. قد يتمسك به من يصحح مرسل الشعبي في أن مدة الفترة كانت سنتين ونصفا كما نقلته في أول بدء الوحي، ولكن يعارضه ما أخرجه ابن سعد من حديث ابن عباس بنحو هذا البلاغ الذي ذكره الزهري، وقوله: مكث أياما بعد مجئ الوحي لا يرى جبريل، فحزن حزنا شديدا حتى كاد يغدو إلى ثبير مرة وإلى حراء أخرى، يريد أن يلقي نفسه، فبينا هو كذلك عامدا لبعض تلك الجبال إذ سمع أنت رسول الله حقا وأنا جبريل، فانصرف وقد أقر الله عينه وانبسط جأشه، ثم تتابع الوحي، فيستفاد من هذه الرواية تسمية بعض الجبال التي أبهمت في رواية الزهري، وتقليل مدة الفترة. والله أعلم).
ثم عاد ابن حجر ونقض رأيه أيضا في ص 118، فقال: (وأما المعنى الذي ذكره الإسماعيلي فوقع قبل ذلك في ابتداء مجئ جبريل، ويمكن أن يؤخذ مما أخرجه الطبري من طريق النعمان بن راشد، عن ابن شهاب، فذكر نحو حديث الباب وفيه: فقال لي يا محمد أنت رسول الله حقا، قال: فلقد هممت أن أطرح نفسي من حالق جبل، أي من علوه) وحديث ابن سعد الذي ذكره ابن حجر، رواه في الطبقات: 1 / 196. وحديث الطبري رواه في تاريخه: 2 / 47، وفي تفسيره: 30 / 317: (عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أنها قالت كان أول ما ابتدئ به رسول الله (ص) من الوحي الرؤيا الصادقة كانت تجئ مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان بغار حراء يتحنث فيه الليالي ذوات العدد، قبل أن يرجع إلى أهله، ثم يرجع إلى أهله فيتزود لمثلها، حتى فجأه الحق، فأتاه فقال: يا محمد أنت رسول الله، قال رسول الله (ص) فجثوت لركبتي وأنا قائم، ثم رجعت ترجف بوادري، ثم دخلت على خديجة فقلت: