زملوني زملوني، حتى ذهب عني الروع، ثم أتاني فقال: يا محمد، أنا جبريل وأنت رسول الله، قال: فلقد هممت أن أطرح نفسي من حالق من جبل فتمثل إلي حين هممت بذلك فقال: يا محمد، أنا جبريل وأنت رسول الله، ثم قال: إقرأ، قلت: ما أقرأ؟ قال: فأخذني فغطني ثلاث مرات، حتى بلغ مني الجهد، ثم قال: إقرأ باسم ربك الذي خلق فقرأت، فأتيت خديجة، فقلت: لقد أشفقت على نفسي، فأخبرتها خبري، فقالت: أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا... الخ.)! انتهى.
وهذا الحديث يزيد في طينهم بلة، لأن محاولة الانتحار المزعومة فيه تأتي بعد تطمين جبرئيل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله فتأمل!
ويرد عليه رابعا، أنا لو سلمنا أن تتمة الحديث من بلاغات الزهري، فهي عند البخاري صحيحة حيث أوردها جزء من حديث عائشة، ولعلها عنده مسندة. مضافا إلى أن ابن سعد رواها مستقلة، وكثرة شواهدها الصحيحة في هذا الباب، وفي باب ما رووه في تفسير قوله تعالى: (ما ودعك ربك وما قلى). كما ترى في تفسير الصنعاني: 3 / 327، وتفسير ابن كثير: 4 / 265، ونهايته: 3 / 23.
* * الأسئلة 1 - هذه فضيحة من فضائح البخاري وطامة من طاماته، وهي افتراؤه على النبي صلى الله عليه وآله بأنه كان مرتابا في نبوته حتى بعد أن طمأنه ورقة بن نوفل!
وأنه كان غير معصوم، وكان عصبيا متوترا، لا يعرف الحكم الشرعي في حرمة قتل نفسه، أو لا يتقيد به!