تصطدم بالأرض فتقرض الضفة من ناحية. وصمود الأرض في وجه التيار، ودفعها لتلك الأمواج إلى درجة معينة من ناحية أخرى. وشكل الاناء من الخزف نتج عن عملية قامت بين كتلة من الطين، ويد الخزاف.
فان كانت المادية الديالكتيكية، تعني هذا اللون من الصراع بين الأضداد الخارجية، فهذا لا يتعارض مطلقا مع مبدأ عدم التناقض، ولا يدعو إلى الايمان بالتناقض. الذي قام الفكر البشري منذ نشأ على رفضه، لان الأضداد لم تجتمع في وحدة، وانما وجد كل منهما بوجود مستقل في مجاله الخاص، واشتركا في عمل متبادل، حصلا به على نتيجة معينة، وأيضا فهو لا يبرر الاكتفاء الذاتي، والاستغناء عن سبب خارجي. فشكل الشاطئ أو شكل الاناء، لم يتحدد ولم يوجد بتطور، قائم على أساس التناقضات الداخلية، وانما حصل بعملية خارجية. حققها ضدان مستقلان. وهذا النحو من الصراع بين الأضداد الخارجية، وعملياتها المشتركة، ليس من مستكشفات المادية أو الديالكتيك، بل هو أمر واضح يقره كل منطق وكل فيلسوف - سواء كان ماديا أم كان إلهيا - منذ أبعد عصور الفلسفة المادية والإلهية، والى اليوم. ولنأخذ مثلا على ذلك أرسطو، امام المدرسة الميتافيزيقية في فلسفة اليونان، وانما نأخذه بالخصوص لا لأنه فيلسوف الهي فحسب، بل لأنه واضع قواعد المنطق العام - الذي يسميه الماركسيون بالمنطق الشكلي - ومبادئه وأسسه. فهو يؤمن بالصراع بين الأضداد الخارجية، مع اقامته للمنطق على مبدأ عدم التناقض، ولم يخطر على فكره أن شخصا سينبغ بعد مئات السنين، فيعتبر ذلك الصراع دليلا على سقوط هذا المبدأ الضروري. وفيما يلي شيء من نصوص أرسطو، في شأن الصراع بين الأضداد الخارجية: ((وعلى جملة من القول، ان شيئا مجانسا يمكن ان يقبل فعلا من قبل الشيء المجانس. والسبب فيه ان جميع الأضداد هي في جنس واحد، وان الأضداد تفعل بعضها في بعض، وتقبل بعضها من قبل البعض الآخر)) (1)