* أما العامة، فقد روت أن قوله تعالى: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم) [١] نزل في عائشة ومارية في غزوة بني المصطلق. وقال أبو علي: إن عائشة ضاع عقدها في الغزوة، وكانت قد خرجت من هودجها لقضاء الحاجة، فرجعت طالبة له، وحمل القوم هودجها على بعيرها، ومضوا ظنا منهم أنها فيه، ولما رجعت عائشة وجدتهم قد رحلوا، فجلست مكانها حائرة في أمرها، وكان صفوان من وراء الجيش، ولما انتهى إليها عرفها، وأناخ لها بعيره، فركبته، وجعل الرجل يسوقه حتى انتهى بها إلى الجيش، وكانوا قد نزلوا، فقام أحد المنافقين يشيع في الناس أ نها باتت مع الرجل حتى أصبحت، ثم جاء يقودها، والله ما نجت منه، ولا نجا منها [٢].
وروى الخاصة عن الباقر (عليه السلام) أنه لما مات إبراهيم ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حزن عليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حزنا شديدا، فقالت له عائشة: ما الذي يحزنك عليه؟ فما هو إلا ابن جريح، فغضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبعث عليا (عليه السلام) وأمره بقتل جريح، ولما انتهى إليه عرف جريح في وجهه الشر، وهرب منه، وصعد على نخلة، وصعد علي (عليه السلام) في إثره، فرمى جريح بنفسه إلى الأرض، وبدت عورته، فإذا ليس له ما للرجال ولا ما للنساء... [٣] الحديث.
* * فإنه روى في الجزء الثالث من صحيحه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي، ويحلؤون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى " [٤].
وروى بطريق آخر قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " بينما أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم يأمر بهم إلى النار، وأنا أسأله عن شأنهم، فيقول: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم " [٥].
وروى مثله أيضا في الجزء الرابع من صحيحه [٦] ومثله ما رواه الثعلبي، والحميدي، بزيادة قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " سحقا سحقا لمن غير بعدي " [٧].
وروتها الإمامية أيضا بطرق شتى [٨] فراجع.
[١] النور: ١١.
[٢] مجمع البيان ٤: ١٣٠.
[٣] تفسير القمي ٢: ٣١٨ وتفسير الصافي ٣: ٤٢٣ [٤] صحيح البخاري ٨: ١٥٠ باب في الحوض.
[٥] صحيح البخاري ٨: ١٥١ باب في الحوض، لا يخفى أن المصنف ذكر ملخص الحديث.
[٦] صحيح البخاري ٩: ٥٨ و ٥٩ كتاب الفتن.
[٧] تفسير الثعلبي ٣: ١٢٦، الجمع بين الصحيحين ١: ٥٥٦ / ٩٢٣.
[٨] انظر نهج الحق وكشف الصدق: ٣١٤، الطرائف (ابن طاووس): ٣٧٦، بحار الأنوار ٢٨: ٢٦، الغيبة (النعماني): 47.

مفاتيح البحث: الشهادة ⁽¹⁾، الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام ⁽¹⁾، إبراهيم إبن الرسول صلى الله عليه وآله ⁽¹⁾، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام ⁽¹⁾، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله ⁽³⁾، كتاب مجمع البيان للطبرسي ⁽¹⁾، كتاب تفسير الثعلبي للثعلبي ⁽¹⁾، كتاب صحيح البخاري ⁽³⁾، كتاب بحار الأنوار ⁽¹⁾، الثعلبي ⁽¹⁾، الحزن ⁽²⁾، القتل ⁽¹⁾، الصدق ⁽¹⁾، الموت ⁽¹⁾، النفاق ⁽¹⁾، الحاجة، الإحتياج ⁽¹⁾