____________________
السابقين واللاحقين، و «أبان لهم الحقائقا» التي خفيت على سائر الخلائق أجمعين، من الأمور الواقعية، والقضايا المدنية، والأحكام الشرعية، وقد علا قدرهم عند خالقهم، وارتفعت لديه منزلتهم، بحيث «إذا دعوا ربهم» لم يؤخر إجابتهم، و «استجابا» دعوتهم بأسرع ما يكون «أو سألوه حاجة أجابا» سؤالهم من غير مهل ولا تأجيل.
«لكنهم» بعد علمهم بما يرضاه ربهم عما لا يرضاه بإلهام منه تعالى لهم «لم يسألوا خلاف ما» يرضاه، ولم يطلبوا منه سبحانه نقض ما «أبرمه يد القضا» ولا تغيير ما جرى في علمه القديم «و» ما «أحكما» وأثبته في لوحه المحفوظ الأزلي.
«كيف» لا يكونون كذلك؟ «وهم» كما وصفهم خالقهم تعالى في كتابه الكريم بقوله جل وعلا: ﴿بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون﴾ (1).
ولا غرو في ذلك مع انقطاع الوحي عنهم بعد رحلة جدهم الخاتم (صلى الله عليه وآله)، «إذ» أن ربهم تعالى بيد قدرته رباهم، وبإلهاماته الرحمانية المنتقشة في صدورهم، والإدراكات المتصورة بإذنه تعالى في نفوسهم، علمهم وهداهم، و «بنفسه» المقدسة «هذبهم» وصفاهم من رسوخ أوهام الشياطين، ووساوس الأبالسة في أذهانهم وقواهم الخيالية، وأفكارهم القلبية الباطنية، على خلاف غيرهم.
فإن المتصورات في أذهان سائر الناس والمنتقشات في نفوسهم قد تكون وساوس فاسدة شيطانية غير مرضية لربهم تعالى، كما ربما تكون في بعض الأحيان أيضا إلهامات ربانية مرضية، فبذلك أيضا امتاز أولئك الأطيبين عمن سواهم.
«لكنهم» بعد علمهم بما يرضاه ربهم عما لا يرضاه بإلهام منه تعالى لهم «لم يسألوا خلاف ما» يرضاه، ولم يطلبوا منه سبحانه نقض ما «أبرمه يد القضا» ولا تغيير ما جرى في علمه القديم «و» ما «أحكما» وأثبته في لوحه المحفوظ الأزلي.
«كيف» لا يكونون كذلك؟ «وهم» كما وصفهم خالقهم تعالى في كتابه الكريم بقوله جل وعلا: ﴿بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون﴾ (1).
ولا غرو في ذلك مع انقطاع الوحي عنهم بعد رحلة جدهم الخاتم (صلى الله عليه وآله)، «إذ» أن ربهم تعالى بيد قدرته رباهم، وبإلهاماته الرحمانية المنتقشة في صدورهم، والإدراكات المتصورة بإذنه تعالى في نفوسهم، علمهم وهداهم، و «بنفسه» المقدسة «هذبهم» وصفاهم من رسوخ أوهام الشياطين، ووساوس الأبالسة في أذهانهم وقواهم الخيالية، وأفكارهم القلبية الباطنية، على خلاف غيرهم.
فإن المتصورات في أذهان سائر الناس والمنتقشات في نفوسهم قد تكون وساوس فاسدة شيطانية غير مرضية لربهم تعالى، كما ربما تكون في بعض الأحيان أيضا إلهامات ربانية مرضية، فبذلك أيضا امتاز أولئك الأطيبين عمن سواهم.