____________________
«و» على ما ورد بطرق عديدة وثيقة من «النص فيه» من أبيه، وسائر آبائه المعصومين.
فإن كل ذلك «ثابت» على نحو ثبوتها لهم «كما» أنه «اتفق» مع تلك النصوص «جمع الصفات» المخصوصة بالمعصومين، الدالة على عصمتهم وإمامتهم، ووجودها بأجمعها «فيه مثل من سبق» عليه من آبائه الطاهرين، وكان أبوه الهادي (عليه السلام) يقول له: " يا بني أحدث لله شكرا، فقد أحدث فيك أمرا " (١).
وقال (عليه السلام) لأبي هاشم: " نعم، يا أبا هاشم بدا لله في أبي جعفر " يعني: السيد محمد ابنه، وهو أخو الحسن العسكري، " وصير مكانه أبا محمد " يعني الحسن (عليه السلام) " كما بدا له في إسماعيل " ابن الصادق (عليه السلام) " بعد ما دل عليه أبو عبد الله ونصبه وهو كما حدثتك أنه بعينك وإن كره المبطلون " (٢).
وبالجملة، كان مثل هذا الإمام الزكي مثل جده موسى بن جعفر، فإن الناس كانوا يظنون الإمامة لأخيه الجليل محمد بن علي الهادي (عليه السلام)؛ لبلوغه الغاية في الورع والفضل والنهى، مع شدة حب أبيه (عليه السلام) له، وإنه لما توفي في حياة أبيه - نظير إسماعيل بن الصادق - جهزه أبوه، وأشهد على موته كافة أصحابه وأقاربه، ووصاهم بابنه الحسن العسكري (عليه السلام)، وهو يقول: " إن الإمام وصاحبكم من بعدي ابني أبو محمد الحسن، فكيف للناس بالخلف من بعده؟ يقدم الله ما يشاء ويؤخر ما يشاء ﴿ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها﴾ (3) " (4).
وكانت مدة إمامة هذا الإمام بعد أبيه ست سنين، ثم استشهد أيضا في سامراء بسم دس إليه المعتمد، الخليفة العباسي في سنة ستين ومائتين، وهو ابن ثمان
فإن كل ذلك «ثابت» على نحو ثبوتها لهم «كما» أنه «اتفق» مع تلك النصوص «جمع الصفات» المخصوصة بالمعصومين، الدالة على عصمتهم وإمامتهم، ووجودها بأجمعها «فيه مثل من سبق» عليه من آبائه الطاهرين، وكان أبوه الهادي (عليه السلام) يقول له: " يا بني أحدث لله شكرا، فقد أحدث فيك أمرا " (١).
وقال (عليه السلام) لأبي هاشم: " نعم، يا أبا هاشم بدا لله في أبي جعفر " يعني: السيد محمد ابنه، وهو أخو الحسن العسكري، " وصير مكانه أبا محمد " يعني الحسن (عليه السلام) " كما بدا له في إسماعيل " ابن الصادق (عليه السلام) " بعد ما دل عليه أبو عبد الله ونصبه وهو كما حدثتك أنه بعينك وإن كره المبطلون " (٢).
وبالجملة، كان مثل هذا الإمام الزكي مثل جده موسى بن جعفر، فإن الناس كانوا يظنون الإمامة لأخيه الجليل محمد بن علي الهادي (عليه السلام)؛ لبلوغه الغاية في الورع والفضل والنهى، مع شدة حب أبيه (عليه السلام) له، وإنه لما توفي في حياة أبيه - نظير إسماعيل بن الصادق - جهزه أبوه، وأشهد على موته كافة أصحابه وأقاربه، ووصاهم بابنه الحسن العسكري (عليه السلام)، وهو يقول: " إن الإمام وصاحبكم من بعدي ابني أبو محمد الحسن، فكيف للناس بالخلف من بعده؟ يقدم الله ما يشاء ويؤخر ما يشاء ﴿ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها﴾ (3) " (4).
وكانت مدة إمامة هذا الإمام بعد أبيه ست سنين، ثم استشهد أيضا في سامراء بسم دس إليه المعتمد، الخليفة العباسي في سنة ستين ومائتين، وهو ابن ثمان