وقال ثعلب: هو الماء القديم، وبه فسر قول أبي محمد الحذلمي:
* ترعى إلى جد لها مكين * والجمع من ذلك كله أجداد.
والجد بالكسر: الاجتهاد في الأمر، وقد جد به الأمر إذا اجتهد.
وفلان جاد مجتهد. وفي حديث أحد لئن أشهدني الله مع النبي صلى الله عليه وسلم قتل المشركين ليرين الله ما أجد، أي أجتهد. والجد نقيض الهزل، وفي الحديث: لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا جادا، أي لا يأخذه على سبيل الهزل فيصير جدا. وقد جد في الأمر يجد، بالكسر، ويجد، بالضم، جدا، وأجد يجد: اجتهد وحقق، وكذا جد به الأمر وأجد، وهو مجاز.
وقال الأصمعي: أجد الرجل في أمره يجد، إذا بلغ فيه جده، وجد لغة، ومنه يقال فلان جاد مجد، أي مجتهد. وقال: أجد يجد، إذا صار ذا جد واجتهاد.
والجد: العجلة. وفلان على جد أمر، أي عجلة أمر. وهو مجاز. وفي الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جد في السير جمع بين الصلاتين، أي اهتم به وأسرع فيه. والجد: التحقيق، وقد جد يجد ويجد وأجد إذا حقق. والجد المحقق المبالغ فيه، وبه فسر دعاء القنوت " ونخشى عذابك الجد ".
والجد: وكفان البيت، وقد جد يجد، بالكسر فقط، وهو نص ابن الأعرابي، كما تقدم.
والجدة، بالفتح: أم الأم وأم الأب، معروفة، وجمعها جدات.
والجدة، بالضم: الطريقة من كل شيء، وهو مجاز، والجمع جدد، كصرد. والجدة: الطريقة في السماء والجبل. قال الله تعالى " جدد بيض وحمر " (1) أي طرائق تخالف لون الجبل. وقال الفراء: الجدد الخطط (2) والطرق تكون في الجبال بيض وسود وحمر، واحدها جدة.
الجدة من كل شيء العلامة، وهذه عن ثعلب. وفي الصحاح:
الجدة الخطة التي في ظهر الحمار تخالف لونه. وأنشد الفراء قول امرئ القيس:
كأن سراته وجدة متنه * كنائن يجري فوقهن دليص (3) وجدة: ع على الساحل.
ومن المجاز: يقال: ركب فلان جدة من الأمر، إذا رأى فيه رأيا، كذا قاله الزجاج.
والجدة، بالكسر: قلادة في عنقش الكلب، جمعه جدد، حكاه ثعلب وأنشد:
لو كنت كلب قنيص كنت ذا جدد * تكون أربته في آخر المرس والجدة، بالكسر: ضد البلى، قال أبو علي وغيره: جد الثوب والشيء يجد، بالكسر، فهو جديد، والجمع أجدة وجدد وجدد. وأجده أي الثوب وجدده واستجده: صيره أو لبسه جديدا، فتجدد، وأصل ذلك كله القطع، فأما ما جاء منه في غير ما يقبل القطع فعلى المثل بذلك (4)، ويقال للرجل إذا لبس ثوبا جديدا: أبل وأجد واحمد الكاسي.
وقولهم: أجد بها أمرا، أي أجد أمره بها، نصب على التمييز، كقولك؛ قررت به عينا، أي قرت (5) عيني به. وعن الأصمعي أجد فلان أمره بذلك، أي أحكمه. وأنشد:
أجد بها أمرا وأيقن أنه * لها أو لأخرى كالطحين ترابها (6) قال أبو نصر: حكي لي عنه أنه قال: أجد بها أمرا، معناه أجد أمره [بها] (7). قال: والأول سماعي منه، ويقال: جد فلان في أمره، إذا كان ذا حقيقة ومضاء. وأجد فلان السير، إذا انكمش فيه، كذا في اللسان.