أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة * قليل بها الأصوات إلا بغامها يقول: ألقت صدرها على الأرض، قال شيخنا: وأورده بعض أهل البديع شاهدا على الجناس التام. وفي اللسان: أراد بالبلدة الأولى ما يقع على الأرض من صدرها، وبالثانية الفلاة التي أناخ ناقته فيها.
ومن المجاز: ضرب بلدته على بلدته، البلدة الأولى راحة اليد، والثانية الصدر (1).
والبلدة: منزل للقمر، وهي ستة أنجم من القوس تنزلها الشمس في أقصر يوم في السنة.
والبلدة: هنة من رصاص مدحرجة يقيس بها الملاح الماء. والبلدة الأرض. يقال: هذه بلدتنا، كما يقال بحرتنا. والبلدة: ما بين الحاجبين، كالبلدة، بالضم. وقيل البلدة فوق الفلجة، وقيل: قدر البلجة.
وقد بلد الرجل، كفرح، بلدا، وهو أبلد بين البلد، أي أبلج، وهو الذي ليس بمقون الحاجبين. والبلد: عنصر الشيء، عن ثعلب. والبلد: ما لم يحفر من الأرض ولم يوقد فيه. قال الراعي:
وموقد النار قد بادت حمامته * ما إن تبينه في جدة البلد (2) وبلدة النحر هي ثغزة النحر وما حولها، أو وسطها، وقيل هي الفلكة الثالثة من فلك زور الفرس، وهي ستة، وقيل هو رحى الزور.
والبلد: اسم يقع على الكور. وقال بعضهم: البلد جنس المكان، كالعراق والشام، والبلدة: الجزء المخصص منه، كالبصرة ودمشق، وقد قيل إنها إطلاقات مولدة.
والبلدة: د من عمل قبرة (3) بالأندلس منه، سعيد بن محمد بن سيد أبيه بن مسعود البلدي كثير الجهاد والرباط، وهو على ما قاله الذهبي من شيوخ المعتزلة، توفي سنة 397 سمع بمكة أبا بكر محمد بن الحسين الآجري.
والبلدة: رفعة من السماء لا كوكب بها البتة، وقيل إلا كواكب صغار بين النعائم وبين سعد الذابح، وهي آخر البروج ينزلها القمر وقد سبق ذلك أيضا، فهو تكرار كما كرر الأثر، ومثل هذا في مادة واحدة معيب وربما عدل القمر عنها فنزل بالقلادة، وهي أي البلدة ستة كواكب مستديرة تشبه القوس، وهي من برج القوس، وقد أودعنا تفصيل ذلك في مواضعه. وفي حاشية الصحاح: وأما ابن فارس فقال: والبلدة نجم، يقولون هي بلدة الأسد، أي صدره. فإن صح ذلك فهو كلام جيد، ولم يرد البلدة المنزل الذي في برج القوس. وقد عابه الحريري في الدرة وغيره في إيراد مثل هذا التركيب، وأجاب عنه ابن ظفر بوروده في الكلام، كما هو مبين في محله.
وبلد بالمكان، كنصر، يبلد بلودا، بالضم، فهو بالد: أقام به ولزمه، كأبلد، عن أبي زيد، أو بلد به إذا اتخذه بلدا ولزمه. وأبلده، إياه: ألزمه، وفي بعض النسخ: أبلده الله: ألزمه، والأولى الصواب.
والمبالدة: المبالطة بالسيوف والعصي، إذا تجالدوا بها. وبلدوا كفرحوا وخرجوا ويقال الثانية بالتشديد (4): لزموا الأرض يقاتلون عليها، ويقال اشتق من بلاد الأرض.
والتبلد: ضد التجلد، وهو استكانة وخضوع. قال:
ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا * فقد غلب المحزون أن يتجلدا بلد، ككرم، بلادة، وبلد مثل فرح، بلدا، فهو بليد، إذا لم يكن ذكيا.
والبلدة والبلدة والبلادة ضد النفاذ والذكاء والمضاء في الأمور. وهو أبلد من ثور، من ذلك.
والتبلد: التصفيق بالكف. والتلبد: التحير، وقد تلد، إذا تردد متحيرا. وأنشد للبيد (5):
علهت تبلد في نهاء صعائد * سبعا تؤاما كاملا أيامها