إبراهيم بن صدقة يوم السبت لثلاث بقين من صفر سنة اثنين وستين وثلاثمائة بمشهد مقابر قريش، على ساكنه السلام، من حفظه، قال: أخبرنا سلامة بن محمد الأزدي، قال: حدثني أبو جعفر بن عبد الله العقيلي، وحدثني أبو الحسن محمد بن بريك الرهاوي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد الموصلي إجازة، قال: حدثني أبو محمد جعفر بن عقيل بن عبد الله بن عقيل بن محمد بن عبد الله بن عقيل بن أبي طالب، قال: حدثني أبو روح النسائي، عن أبي الحسن علي بن محمد (عليهما السلام)، أنه دعا على المتوكل، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: " اللهم إني وفلانا عبدان من عبيدك " إلى آخر الدعاء الذي يأتي ذكره.
قال: ووجدت هذا الدعاء مذكورا بطريق آخر هذا لفظه: ذكر بإسناده عن زرافة حاجب المتوكل وكان شيعيا، أنه قال: كان المتوكل لحظوة الفتح بن خاقان عنده، وقربه من دون الناس جميعا، ودون ولده وأهله، أراد أن يبين موضعه عندهم.
فأمر جميع مملكته من الأشراف من أهله وغيرهم، والوزراء والأمراء والقواد وسائر العساكر، ووجوه الناس، أن يزينوا بأحسن التزيين، ويظهروا في أفخر عددهم وذخائرهم، ويخرجوا مشاة بين يديه، وأن لا يركب أحد إلا هو والفتح بن خاقان خاصة بسر من رأى، ومشى الناس بين أيديهما على مراتبهم رجالة، وكان يوما قائظا شديد الحر، وأخرجوا في جملة الأشراف أبا الحسن علي ابن محمد (عليهما السلام) وشق ما لقيه من الحر والزحمة.
قال زرافة: فأقبلت إليه وقلت له: يا سيدي، يعز والله علي ما تلقى من هذه الطغاة، وما قد تكلفته من المشقة، وأخذت بيده فتوكأ علي، وقال: يا زرافة، ما ناقة صالح عند الله بأكرم مني - أو قال: بأعظم قدرا مني - ولم أزل أسائله