الشبهة، واستمالوا بعضهم بالأموال، فدانوا بما قالوا، ولكنهم سرعان ما رجع بعضهم إلى الاعتراف بإمامة الرضا (عليه السلام) بعد أبيه الكاظم (عليه السلام) وحادوا عن مذهب الوقف إلى قول الحق، وقد استغرقت هذه الفرقة ردحا طويلا من الزمن، تخللها المنازعات والخلافات إلى أن انقرضت، ولم يبق لها أثر، ويطلق عليهم الممطورة والموسوية (1).
ولا نريد هنا الإسهاب في موضوع الواقفة، فقد تعرضنا لمواقف الإمام الكاظم والإمام الرضا (عليهما السلام) من هذه الفرقة، وذكرنا مجمل اعتقاداتهم والرد عليها، وبينا بطلان ما تمسكوا به من أحاديث موضوعة أو مؤولة على غير ظاهرها، وذكرنا أيضا جمله أحاديث وردت عن أئمة الهدى (عليهم السلام) في الطعن عليهم، وأخيرا بينا اهتداء كثير منهم على يد الإمام الرضا (عليه السلام) (2)، والذي يهمنا هنا هو بيان بعض أحوال المعتقدين بالوقف في زمان الإمام الهادي (عليه السلام)، ومواقفه (عليه السلام) منهم، واهتداء بعض منهم على يديه (عليه السلام)، بعد أن بهرتهم معاجزه وسعة علومه (عليه السلام)، فقالوا بإمامته وسلموا لأمره (عليه السلام).
1 - روى الكشي عن محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال:
حكى منصور عن الصادق علي بن محمد بن الرضا (عليه السلام) أن الزيدية والواقفة