يرعى البرامكة ويثني عليهم، بل وكان من أتباعهم، وقد عرف البرامكة بانحرافهم البارز عن أهل البيت (عليهم السلام).
وقد حاول الفضل بن سهل الوقيعة بين الإمام (عليه السلام) والمأمون، لكن الإمام (عليه السلام) فوت الفرصة عليه، فقد روي أنه قصد الفضل بن سهل مع هشام بن إبراهيم الرضا (عليه السلام)، فقال له الفضل: يا بن رسول الله، جئتك في سر، فأخل لي المجلس. فأخرج الفضل يمينا مكتوبة بالعتق والطلاق، وما لا كفارة له، وقالا له:
إنما جئناك لنقول كلمة حق وصدق، وقد علمنا أن الإمرة إمرتكم، والحق حقكم يا بن رسول الله، والذي نقول بألسنتنا عليه ضمائرنا، وإلا نعتق ما نملك، والنساء طوالق، وعلي ثلاثون حجة راجلا أنا، على أن نقتل المأمون، ونخلص لك الأمر حتى يرجع الحق إليك.
فلم يسمع منهما، وشتمهما ولعنهما، وقال لهما: كفرتما النعمة، فلا تكون لكما سلامة، ولا لي إن رضيت بما قلتما؛ فلما سمع الفضل ذلك منه مع هشام، علما أنهما أخطئا، فقصدا المأمون بعد أن قالا للرضا (عليه السلام): أردنا بما فعلنا أن نجربك.
فقال لهما الرضا (عليه السلام): كذبتما، فإن قلوبكما على ما أخبرتماني به، إلا أنكما لم تجداني نحو ما أردتما، فلما دخلا على المأمون قالا: يا أمير المؤمنين، إنا قصدنا الرضا وجربناه، وأردنا أن نقف على ما يضمره لك، فقلنا وقال.
فقال المأمون: وفقتما.
فلما خرجا من عند المأمون قصده الرضا (عليه السلام)، وأخليا المجلس، وأعلمه بما قالا، وأمره أن يحفظ نفسه منهما، فلما سمع ذلك من الرضا (عليه السلام) علم أن الرضا (عليه السلام) هو الصادق (1).