إليه أربع عشرة سنة أستأذنه في عمل السلطان، فلما كان في آخر كتاب كتبته إليه، أذكر أني أخاف على خيط (1) عنقي، وأن السلطان يقول لي: إنك رافضي، ولسنا نشك في أنك تركت العمل للسلطان للرفض.
فكتب إلي أبو الحسن (عليه السلام): قد فهمت كتابك، وما ذكرت من الخوف على نفسك، فإن كنت تعلم أنك إذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم تصير أعوانك وكتابك أهل ملتك، فإذا صار إليك شيء واسيت به فقراء المؤمنين، حتى تكون واحدا منهم كان ذا بذا، وإلا فلا (2).
الحكام المعاصرون له (عليه السلام):
لقد بقي الإمام الرضا بعد أبيه عشرين عاما أو تزيد، منها عشر سنوات في عهد هارون الرشيد، لأن شهادة أبيه كانت سنة 183 ه، وتوفي الرشيد سنة 193 ه، ثم تولى محمد الأمين بعده ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوما، وقيل: أربع سنين وسبعة أشهر، ثم خلع الأمين، وحبس، وتولى مكانه عمه إبراهيم بن المهدي المعروف بابن شكلة أربعة عشر يوما، ثم أخرج الأمين من الحبس، وعاد إليه الملك، وعزل إبراهيم، وبقي بعد ذلك سنة وسبعة أشهر، ثم قوي عليه أخوه المأمون فقتله سنة 198 ه، وملك الخلافة بعده عشرين سنة. وكان للرضا (عليه السلام) معه ما كان، حتى قضى مسموما سنة 203 ه، وقيل سنة: 202 (3).