سورة يونس [١٠]:
٤٤ - وعن معمر، قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): إن يونس لما أمره الله بما أمره، فأعلم قومه، فأظلهم العذاب، ففرقوا بينهم وبين أولادهم، وبين البهائم وأولادها. ثم عجوا إلى الله وضجوا، فكف الله العذاب عنهم، فذهب يونس مغاضبا، فالتقمه الحوت، فطاف به سبعة أبحر.
فقلت له: كم بقي في بطن الحوت؟ قال: ثلاثة أيام، ثم لفظه الحوت وقد ذهب جلده وشعره، فأنبت الله عليه شجرة من يقطين فأظلته، فلما قوي أخذت في اليبس، فقال: يا رب، شجرة أظلتني يبست! فأوحى الله إليه: يا يونس، تجزع لشجرة أظلتك، ولا تجزع لمائة ألف أو يزيدون من العذاب؟ (١) ٤٥ - وعن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام):
لأي علة أغرق الله عز وجل فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده؟
قال (عليه السلام): لأنه آمن عند رؤية البأس، والإيمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم الله تعالى في السلف والخلف، قال الله تعالى: ﴿فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا﴾ (٢). وقال عز وجل: ﴿يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا﴾ (3)، وهكذا فرعون: (حتى إذا أدركه الغرق