فقال: ما أريد أن أبرح من مكاني هذا إلا أن يشاء الله، واستبان في وجهه الغم.
فأتى موفق أبا الحسن (عليه السلام) فقال: جعلت فداك، قد جلس أبو جعفر (عليه السلام) في الحجر، وهو يأبى أن يقوم، فقام أبو الحسن (عليه السلام) فأتى أبا جعفر (عليه السلام) فقال له: قم يا حبيبي، فقال: ما أريد أن أبرح من مكاني هذا. قال: بلى يا حبيبي. ثم قال: كيف أقوم، وقد ودعت البيت وداعا لا ترجع إليه! فقال: قم يا حبيبي، فقام معه (1).
مسير الإمام (عليه السلام):
كان ذهاب الإمام (عليه السلام) إلى خراسان في سنة 200 للهجرة، وكان عمر الإمام الجواد (عليه السلام) - على المشهور - سبع سنين، فلما توجه إلى السفر ظهرت له معاجز باهرة في كل منزل، وكثير من آثارها موجود إلى الآن.
وفيما يلي نتتبع مسيره (عليه السلام) وفقا لما توفر لدينا من أخباره ورواياته (عليه السلام):
القادسية:
روى الصفار بالإسناد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: استقبلت الرضا (عليه السلام) إلى القادسية، فسلمت عليه، فقال لي: اكتر لي حجرة لها بابان، باب إلى الخان، وباب إلى خارج، فإنه أستر عليك، قال: وبعث إلي بزنفليجة (2) فيها دنانير صالحة ومصحف، وكان يأتيه رسوله في حوائجه، فأشتري له (3).