فقال لي: نعم، هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم - وأشار إلى ابنه موسى (عليه السلام) - وفيه علم الحكم، والفهم، والسخاء، والمعرفة بما يحتاج الناس إليه، فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم، وفيه حسن الخلق، وحسن الجوار، وهو باب من أبواب الله عز وجل، وفيه اخرى هي خير من هذا كله. فقال له أبي: وما هي، بأبي أنت وامي؟
قال: يخرج الله منه غوث هذه الامة وغياثها، وعلمها ونورها، وفهمها وحكمها، خير مولود وخير ناشئ، يحقن الله به الدماء، ويصلح به ذات البين، ويلم به الشعث، ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويشبع به الجائع، ويؤمن به الخائف، وينزل به القطر، ويأتمر له العباد، خير كهل، وخير ناشئ، يبشر به عشيرته قبل أوان حمله، قوله حكم، وصمته علم، يبين للناس ما يختلفون فيه... (1).
كيفية ولادته (عليه السلام):
1 - روى الشيخ الصدوق بالإسناد عن علي بن ميثم، عن أبيه، قال: سمعت امي تقول: سمعت نجمة ام الرضا (عليه السلام) تقول: لما حملت بابني علي، لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحا وتهليلا وتمجيدا من بطني، فيفزعني ذلك ويهولني، فإذا انتبهت لم أسمع شيئا.
فلما وضعته وقع على الأرض، واضعا يديه على الأرض، رافعا رأسه إلى السماء، يحرك شفتيه كأنه يتكلم. فدخل إلي أبوه موسى بن جعفر (عليهما السلام)، فقال لي:
هنيئا لك يا نجمة كرامة ربك. فناولته إياه في خرقة بيضاء، فأذن في أذنه اليمنى، وأقام