فعن محمد بن سنان أنه قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) في أيام هارون:
إنك قد شهرت نفسك بهذا الأمر، وجلست مجلس أبيك، وسيف هارون الرشيد يقطر الدم!
فقال: جرأني على ذلك ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: إن أخذ أبو جهل من رأسي شعرة واحدة، فاشهدوا بأني لست بنبي، وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة، فأنا لست بإمام (1).
وعن صفوان بن يحيى: أنه قال: لما مضى أبو الحسن موسى (عليه السلام) وقام من بعده ولده الرضا، وأظهر الدعوة لنفسه، خفنا عليه من ذلك، وقلنا له: إنك أظهرت أمرا عظيما، وإنا نخاف عليك من هذا الطاغية، فقال (عليه السلام): ليجهد جهده فلا سبيل له علي (2).
الواقفة يستغلون الموقف:
ولا شك أن نوايا أصحابه (عليه السلام) كانت مخلصة تهدف إلى إبعاد الإمام (عليه السلام) عن مواطن الخطر، وفي المقابل هناك نوايا غير مخلصة من بعض الواقفة الذين كانوا يريدون إبعاد الإمام عن الإمامة لا عن مواطن الخطر:
فقد دخل عليه جماعة من الواقفة، وبعد حوار جرى بينه وبينهم، قال له علي ابن أبي حمزة: أما تخاف هؤلاء على نفسك، فقال: لو خفت عليها كنت عليها معينا،