تبقى، واستوطنا دارا تفنى، لسنا ندري ما فرطنا فيها، إلا لو قدمتنا، قال الحارث: (رض) يا أمير المؤمنين النصارى يعلمون ذلك؟ فقال (ع) لو علموا ذلك ما اتخذوا المسيح إلها دون الله عز وجل، قال فذهبت إلى الديراني فقلت له بحق المسيح عليك لما ضربت الناقوس على الجهة التي تضربها قال فأخذ يضرب وأنا أقول حرفا حرفا حتى بلغ إلى موضع إلا لو قدمتنا قال بحق نبيكم من أخبركم بهذا؟ قلت هذا الرجل الذي كان معي أمس قال فهل بينكم وبينه من قرابة؟ قلت نعم هو ابن عمه، قال بحق نبيكم أسمع هذا من نبيكم؟ قال قلت نعم فأسلم ثم قال والله أني وجدت في التوراة انه يكون آخر الأنبياء نبي يفسر قول الناقوس.
خبر، عن عمار بن ياسر: قال كنت عند أمير المؤمنين (ع) فمررنا بواد مملوء نملا فقلت يا أمير المؤمنين ترى أحدا من خلق الله يعلم عدد هذا النمل قال (ع): نعم يا عمار انا اعرف رجلا يعلم عدده وكم فيه ذكر وكم فيه أنثى فقلت من ذلك الرجل يا مولاي؟ فقال يا عمار: ما قرأت في سورة يس: (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) فقلت بلى يا مولاي فقال أنا ذلك الامام المبين. وعن أبي فتوح الرازي: أنه حضر عند عمر أربعون امرأة وسألنه عن شهوة الآدمي فقال للرجل واحد وللمرأة تسعة فقلن ما بال الرجال لهم دوام ومتعة وسراري بجزء من تسعة وأما النساء فلا يجوز لهن إلا زوج واحد مع تسعة اجزاء فأفحم، فرفع ذلك إلى أمير المؤمنين فأمر (ع) أن تأتي كل واحدة منهن بقارورة من ماء وأمرهن بصبها في إجانة ثم أمر كل واحدة منهن أن تعرف ماءها فقلن لا يتميز ماءنا فأشار به ان يفرقن بين الأولاد ويبطل النسل والميراث، فقال عمر: لا أبقاني الله بعدك يا علي.
سؤال ابن الكوى من أمير المؤمنين (ع)، في كتاب صفوة الأخبار: قام اليشكري إلى أمير المؤمنين فقال يا أمير المؤمنين اخبرني عن بصير بالليل بصير بالنهار وعن بصير بالنهار أعمي بالليل وعن بصير بالليل أعمى بالنهار فقال له أمير المؤمنين (ع) سل عما يعنيك ودع مالا يعنيك أما بصير بالليل فهذا رجل آمن بالرسل الذين مضوا وأدرك النبي فآمن به فأبصر في ليله ونهاره وأما أعمى بالليل بصير بالنهار فرجل جحد الأنبياء