معي حتى أعطيك هدية تفرحين بها وهي بردتان يمانيتان وحلة صنعائية وثلاث مائة هجرية وكوني كأنك ما رأيتني واكتمي أمري وإذا أقبل عيد الأضحى يشهد الله على أن أعطيك مثلها إذا رأيت الطفل سالما، فمضت المرأة معها واخذت جميع ما ذكرت لها ومضت فلما رجع الناس من المصلى أحضرها أمير المؤمنين (ع) وقال لها: يا عدوة الله ما صنعت بوصيتي؟ قالت يا بن عم رسول الله طفت بالطفل جميع المصلى فما وجدت أحدا اخذه مني فقال لها أمير المؤمنين: كذبت وحق صاحب هذا القبر اتتك امرأة واخذت منك الطفل وقبلته وبكت ثم ردته إليك وأنت تشبثت بها فأعطتك رشوة ثم وعدتك بمثلها فارتعدت فرائض المرضعة، فقالت في نفسها إن لم اخبره أهلكني، ثم تعجبت وقالت: يا بن عم رسول الله أتعلم الغيب؟ قال معاذ الله لا يعلم الغيب إلا الله هذا علم علمنيه رسول الله، فقالت يا أمير المؤمنين الصدق أحسن الكلام كذلك كان واني بين يديك مرني مهما تأمرني وان أردت مضيت إلى منزل المرأة واتيتك بها فقال عليه السلام: هي لما أعطتك المال والتحف انتقلت من ذلك المنزل إلى غيره الآن عفى الله عنك ما صنعت فاحفظي الطفل وإذا رأيتيها في عيد الأضحى فأتيني بها، قالت سمعا وطاعة يا بن عم رسول الله، فلما اقبل عيد الأضحى صنعت صنعت مثل صنيعها الأولى فأتتها تلك المرأة وقالت تعالي معي حتى أوفيك ما وعدتك به فقالت المرضعة لا حاجة لي بعطاياك ولا يمكنني ان أفارقك حتى أحضرك بين يدي ابن عم رسول الله ثم لزمت بطرف إزارها فلما رأت المرأة ذلك منها حولت وجهها نحو السماء وقالت: يا غياث المستغيثين ويا جار المستجيرين، ومشت مع المرضعة إلى مسجد النبي (ص) فلما رآها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال يا أمة الله أيما تحبين؟ تحدثيني أم أحدثك بالقصة؟ قد اخبرني بها حبيبي رسول الله من أولها إلى آخرها، فقالت: أنا أخبرك بقصتي ولكن تعطيني الأمان منك وتؤمنني من عقوبة الله، قال أمير المؤمنين كذلك أفعل، قالت الامرأة: اعلم يا أمير المؤمنين انني ابنة من بنات الأنصار قتل أبي بين يدي رسول الله واسمه عامر بن سعيد الخزرجي وماتت أمي في خلافة أبي بكر وبقيت وحيدة فريدة ليس أحد يتعاهدني وكن في جواري نساء اقعد معهن
(١٠٢)