علي من الميثاق ولم أبدل ولم أغير وذلك بمن الله ورحمته وصنعه انا في الجنة لا أشك في ذلك ولا ارتاب وأما أنت فعند الله كافر بجحودك الميثاق والاقرار الذي اخذ الله عليك بعد خروجك من بطن أمك وبلوغك العقل ومعرفة التمييز للجيد والردئ والخير والشر واقرارك بالرسل وجحودك لما انزل في الإنجيل من أخبار النبيين عليهم الصلاة والسلام ما دمت على هذه الحالة كنت في النار، قال فأخبرني عن مكاني من النار ومكانك من الجنة فقال (ع) أما الآخرة فلم ادخلها فأعرف مكاني من الجنة ومكانك من النار ولكن أعرفك ذلك من كتاب الله عز وجل ان الله جل جلاله بعث محمدا بالحق وانزل عليه كتابا " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " احكم فيه جميع علمه وأخبرني رسول الله عن الجنة بدرجاتها ومنازلها وقسم الله جل جلاله الجنان بين خلقه لكل عامل منهم ثوابا منها وأجلهم على قدر فضائلهم في الأعمال والأيمان فصدقنا الله وعرفنا منازل الفجار وما أعد لهم من العذاب في النار وقال لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم فمن مات على كفره وشركه ونفاقه وظلمه وقسوته فلكل باب منهم جزء مقسوم وقد قال عز وجل: " ان في ذلك لآيات للمتوسمين " وكان رسول الله هو المتوسم وانا وذريتي المتوسمين إلى يوم القيامة. فالتفت الجاثليق إلى أصحابه وقال: قد أصبتم إرادتكم وأرجو أن تظفروا بالحق إلا أني نصبت له مسائل فأن أجابنا عنها نظرنا في أمرنا وقبلنا منه قال علي (ع) فأن أجبتك عنها تدخل في ديننا قال نعم فقال علي: خذ على أصحابك الوفاء فأخذ عليهم العهد ثم قال علي: سل عما أحببت قال أخبرني عن الله أحمل العرش أم العرش يحمله؟
قال عليه السلام الله حامل العرش والسماوات والأرضين وما فيهما وما بينهما وذلك قول الله (يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده أنه كان حليما غفورا)، قال أخبرني عن قول عز وجل (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) فكيف ذلك وقلت إنه يحمل العرش والسماوات والأرض قال علي (ع) ان العرش خلقه الله تعالى من أنوار أربعة نور أحمر احمرت منه الحمرة ونور أخضر اخضرت منه الخضرة ونور أصفر أصفرت منه الصفرة ونور أبيض ابيض منه البياض وهو العلم