الذي حمله الله الحملة وذلك نور من عظمته فبعظمته ونوره ابيضت منه قلوب المؤمنين وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون وبعظمته ونوره ابتغى من في السماوات والأرض إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة والأديان المشتتة وكل محمول يحمله الله نوره ونور عظمته وقدرته لا يستطيع لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فكل شئ هو حياته ونوره تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا، قال فأخبرني عن الله عز وجل أين هو قال (ع) هو هاهنا وهاهنا وهاهنا وهو فوق وتحت ومحيط بنا ومعنا وهو قوله (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم)، والكرسي محيط بالسماوات والأرض فالذين يحملون العرش هم العلماء وهم الذين حملهم الله علمه وليس يخرج عن هذه الأربعة شئ، وخلق الله في ملكوته وهو الملكوت الذي أراه إبراهيم فقال (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين) فكيف يحمل العرش لله وبحياته حييت قلوبهم وبنوره اهتدوا إلى معرفته، قال والتفت الجاثليق إلى أصحابه فقال هذا والله الحق من عند الله عز وجل على لسان المسيح والنبيين والأوصياء عليهم السلام قال فأخبرني عن الجنة هل في الدنيا هي أم في الآخرة وأين الآخرة والدنيا؟
قال (ع) الدنيا في الآخرة والآخرة محيطة بالدنيا وذلك أن الدنيا نقلة والآخرة حياة ومقام مثل ذلك كالنائم وذلك أن الجسم ينام والروح لا تنام وان الجسم يموت والروح لا تموت قال الله عز وجل: (وان الدار الآخرة لهي الحيوان)، والدنيا رسم الآخرة والآخرة رسم الدنيا وليس الدنيا الآخرة ولا الآخرة الدنيا، إذا فارق الروح الجسم يرجع كل واحد منهما إلى مأمنه بدء ومأمنه خلق وكذلك الجنة والنار في الدنيا موجودة وفي الآخرة موجودة لأن العبد إذا مات صار في دار من الأرض أما روضة من رياض الجنة وأما بقعة من بقع النار وروحه في أحد دارين أما في دار النعيم مقيم لا يموت فيها وأما في دار عذاب لا يموت فيها والرسم لمن عقل موجود واضح وقد قال الله عز وجل: (كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ثم لتسألن يومئذ عن النعيم)، وعن الكافرين فقال: (انهم كانوا في غطاء عن ذكري وكانوا