الذين مضوا والكتب وأدرك النبي وآمن به فعمى بالليل وأبصر بالنهار وأما أعمى بالنهار بصير بالليل فرجل آمن بالأنبياء والكتب وجحد النبي فأبصر بالليل وعمى بالنهار فقال ابن الكوى: يا أمير المؤمنين ان في كتاب الله آية قد أفسدت قلبي وشككتني في ديني فقال له أمير المؤمنين (ع): ثكلتك أمك وعدمك قومك ما هي؟ قال قول الله عز وجل لمحمد في سورة النور: " والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه "، ما هذا الطير وما هذه الصلاة والتسبيح؟ فقال (ع): ويحك ان الله خلق الملائكة في صور شتى ألا وان لله ملكا في صورة ديك ابخ شعث براثنه في الأرضيين السابعة السفلى وعرفه تحت عرش الرحمن له جناح في المشرق وجناح في المغرب فالذي في المشرق من نار والذي في المغرب من ثلج فإذا حضر وقت الصلاة قام على براثنه ثم رفع عنقه من تحت العرش ثم صفق بجناحيه كما تصفق الديكة في منازلكم بنحو من قوله عز وجل لنبيه: " والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه " من الديكة في الأرض، فقال ابن الكوى: فما قوله تعالى: " مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة " قال هو عمامة موسى وعصاه ورضراض الألواح وإبريق زمرد وطشت من ذهب، قال فما " الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار " قال هم الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر واما بنو أمية فمتعوا حتى حين فأما بنو المغيرة قال فما (الأخسرين أعمالا) - الآية قال " ع ": أهل حرورا قال أخبرني عن ذي القرنين أنبي هو أم ملك؟ قال " ع ": لا نبي ولا ملك كان عبدا لله صالحا أحب الله فأحبه ونصح لله فنصحه أرسله الله إلى قوم فضرب على قرنه الأيمن فغاب عنهم ما شاء الله ثم فضربوه على قرنه الأيسر فغاب عنهم ثم رد الثالثة فأمكنه الله تعالى في الأرض وفيكم مثله يعني نفسه الشريفة عليه الصلاة والسلام.
وروى محمد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس. عن ابن أذينة، عن محمد ابن مسلم، قال سمعت أبا جعفر " ع " يقول: نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وسلم برمانتين من الجنة فلقيه علي (ع) فقال له ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك قال أما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب وأما هذه فالعلم ثم فلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه نصفها رسول الله