فاستخرجوه فدفعه إلى الغلام فقال له شمه فلما شمه انبعث الدم من منخريه فقال (ع):
انه ولده، فقال عمر بانبعاث الدم نسلم إليه المال فقال (ع): انه أحق بالمال منك ومن سائر الخلق أجمعين ثم أمر الحاضرين بشم الضلع فشموه فلم ينبعث الدم من واحد منهم فأمر أن يعاد إليه ثانية وقال شمه فلما شمه انبعث الدم انبعاثا كثيرا فقال (ع):
انه أبوه فسلم إليه المال.
وفي مسند أحمد بن حنبل، عن محمد بن جعفر، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن البصري: ان عمر بن الخطاب أراد أن يرجم امرأة مجنونة فقال له أمير المؤمنين ما لك أما سمعت: رسول الله يقول رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يبرأ ويعقل، وعن الطفل حتى يحتلم، قال فخلا سبيلها وقال لولا علي لهلك عمر.
خبر إلحاقه الابن بالام من بعد إنكارها له، حدث الواقدي عن جابر، عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) انه جاء إلى عمر بن الخطاب غلام يافع فقال له ان أمي جحدت حقي من ميراث أبي وأنكرتني وقالت لست بولدي، فأحضرها وقال لها لم جحدت ولدك هذا الغلام وأنكرتيه؟ قالت إنه كاذب في زعمه ولي شهود بأني بكر ما عرفت بعلا، وكانت قد رشت سبع نفر كل واحدة بعشرة دنانير أن يشهدوا انها بكر فطلب عمر الشهود فأحضرتهن بين يديه فقال تشهدن فقلن نشهد انها بكر لم يمسها ذكر فقال الغلام بيني وبينها علامة اذكرها لها عسى تعرف ذلك فقالت له قل ما بدا لك فقال الغلام كان والدي شيخا وهو سعد بن مالك وقال الحارث المزني أني رزقت في عام شديد المحل وبقيت عامين كاملين ارضع شاة ثم انني كبرت وسافر والدي مع جماعة فعادوا ولم يعد والدي معهم فسألتهم عنه فقالوا انه درج فلما عرفت والدتي الخبر أنكرتني وقد أضرتني الحاجة فقال عمر هذا مشكلا لا يحله إلا نبي أو وصي نبي فقوموا بنا إلى أبي الحسن علي (ع) فمضى الغلام وهو يقول أين منزل كاشف الكروب، أين خليفة هذه الأمة حقا، فجاؤوا به إلى منزل علي بن أبي طالب فوقف هناك يقول يا كاشف الكروب فقال الإمام (ع) مالك يا غلام فقال يا مولاي أمي