ذلك حتى تنقله كان ذلك أيسر من أن أحصي عدد أعوام ما لبث عرشه على الماء من قبل أن يخلق الأرض والسماء وانما وصفت عشر عشر العشر من جزء من مائة الف جزء واستغفر الله عن التحديد والتقليل، قال فحرك الرجل رأسه بعد ذلك وأنشأ يقول:
أنت أصيل العلم يا ذا الهدى * تجلو من الشك الغياهيبا لا تنثني عن كل اشكولة * تبدي إذا حلت أعاجيبا لله در العلم من صاحب * يطلب انسانا ومطلوبا خبر آخر: روى أن أعرابيا سأل أمير المؤمنين عليه السلام قال رأيت كلبا وطى شاة فأولدها ولدا فما حكم ذلك في الحل؟ فقال اعتبره بالاكل فأن أكل لحما فهو كلب وأن أكل علفا فهو شاة، فقال الأعرابي رأيته يأكل بذا تارة وهذا تارة فقال (ع) اعتبره في الشرب فان كرع فهو شاة وان ولغ فهو كلب، فقال الأعرابي:
يلغ تارة ويكرع أخرى، فقال اعتبره في المشي مع الماشية فأن تأخر عنها فهو كلب وإن تقدم أو توسط فهو شاة، فقال وجدته مرة هكذا ومرة هكذا، فقال (ع) اعتبره في الجلوس فأن برك فهو شاة وان أقعى فهو كلب، قال الأعرابي: إنه يفعل هذا مرة وهذا مرة فقال اذبحه فإن وجدت له كرشا فهو شاة وإن وجدت له أمعاء فبهت الأعرابي عند ذلك من علم أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.
خبر آخر: روى أن رجلا اتي به إلى عمر بن الخطاب وكان صدر منه انه قال لجماعة من الناس وقد سألوه كيف أصبحت قال أصبحت أحب الفتنة وأكره الحق وأصدق اليهود والنصارى وأؤمن بما لم أره وأقر بما لم يخلق فرفع إلى عمر فأرسل عمر إلى علي (ع) فلما جاءه اخبره بمقالة الرجل، قال صدق يحب الفتنة قال الله تعالى:
" أنما أموالكم وأولادكم فتنة " ويكره الحق وهو الموت قال الله: (وجاءت سكرة الموت بالحق) ويصدق اليهود والنصارى قال الله تعالى: (وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ)، ويؤمن بما لم يره يعني يؤمن بالله عز وجل ولم يره. ويقر بما لم يخلق يعني الساعة، فقال عمر: أعوذ من معضلة لا علي لها، لولا علي لهلك عمر.