لا يستطيعون سمعا) ولو علم الانسان علم ما هو فيه مات حياة من الموت ومن نجى فبفضل اليقين، قال فأخبرني عن قوله: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) فإذا طويت السماء وقبضت الأرض فأين تكون الجنة والنار فيها؟ قال فدعى بدوات وقرطاس ثم كتب فيه الجنة والنار ثم درج القرطاس ودفعه إلى النصراني وقال له:
أليس قد طويت هذا القرطاس قال نعم قال فافتحه ففتحه قال فهل ترى اية النار وأية الجنة أمحاها طي القرطاس؟ قال لا، قال (ع): فهكذا في قدرة الله إذا طويت السماء وقبضت الأرض لم تبطل الجنة والنار كما لم يبطل طي هذا الكتاب آية الجنة وآية النار ، قال فأخبرني عن قوله تعالى: (كل شئ هالك إلا وجهه) فما هذا الوجه وكيف هو وأين يؤتى وما دليلنا عليه؟ فقال (ع): يا غلام على بحطب ونار فأمر ان تضرم فلما استوقدت واشتعلت قال له يا نصراني هل تجد للنار وجها دون وجه قال لا قال (ع) فإذا كانت هذه النار المخلوقة المدبرة في ضعفها وسرعة زوالها لا تجد لها وجها فكيف من خلق هذه النار وجميع ما في ملكوته من شئ يوصف بوجه أو يحد بحد أو يدرك ببصر أو يحيط به عقل أو يضبطه وهم وقال الله تعالى: " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير "، قال الجاثليق: صدقت أيها الوصي العليم الحكيم الرفيق الهادي أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا وأنك وصيه وصديقه ودليله، فأسلم النصراني ومن معه وشهدوا له بالوصية، الخبر.
خبر الناقوس، عن الحارث الهمداني قال بينما أسير مع أمير المؤمنين (ع) إلى الحيرة إذا نحن بديراني يضرب الناقوس قال فقال أمير المؤمنين يا حارث أتدري ما يقول هذا الناقوس قلت الله ورسوله وابن عم رسوله اعلم قال (ع) انه يضرب مثل الدنيا وخرابها ويقول لا إله إلا الله حقا حقا صدقا صدقا ان الدنيا قد غرتنا وأشغلتنا واستهوتنا يا بن الدنيا مهلا مهلا، يا بن الدنيا دقا دقا، يا بن الدنيا جمعا جمعا تفنى الدنيا قرنا قرنا، ما من يوم يمضي عنا، إلا أوهن منا ركنا، قد ضيعنا دارا