السيوف الهندية فصاح به الإمام (ع) تأخر يا بن الخنا أن دون رجع الهوادج قطع الغلاصم وفلق الجماجم بالسيوف الصوارم فتعرضه العبد المشوم مرة ثانية فضربه الإمام (ع) ضربة كان فيها خروج روحه فلما نظر الرجلان ما حل بصاحبهم حملا على الأمام (ع) فحمل أبو الحسن وقبض أحدهما من مراق بطنه وجلد به الآخر فكسر أضلاعهما جميعا ثم أقبل إلى الفواطم وقال لا عليكن وأنا علي بن أبي طالب ثم قصد القوم بنفسه فبينما هم سائرون وإذا بفارس طلع عليهم من كبد البر وهو مضيق لثامه فنظروا إليه جميعا فمنهم من قال هذا قاصد إليكم ومنهم من قال هو قاطع طريق ومنهم من قال غير ذلك فنظره أبو جهل لعنه الله فقال أما الركبة فقرشية وأما الشمائل فمضرية وأما القامة فهاشمية ولا أظنه إلا علي بن أبي طالب فما استتم كلامه والإمام عليه السلام كالبازي فوق رؤوسهم وهو ينادي يا حنظلة يا حنظلة ها أنا قد جئتكم فاستعدوا للحرب ومكافحة الطعن والضرب فقال أبو جهل مهلا مهلا يا علي أن العجلة تورث الغضب وداعية النصب والامهال من شيمة الأجواد وأنت فرع من شجرتنا وغصن من أغصاننا ومن قطع أنامله وجد الألم في مفاصله فقال له الإمام (ع) أنت تقول وأنا أقول ما هو بعجيب أن يخرج الخبيث من الطيب والله نحن الطيبون وأما جموعكم فوالله لو اجتمعت العرب والعجم إليها فما هي عندي إلا كرجل واحد فلما سمعت قريش ذلك من الامام حملت عليه حملة رجل واحد فأدارها أبو الحسن دوران الرحاء في الطاحونة وهو ينادي إلي من تفرون وأنا الفتى الكرار والفارس المغوار إلي أين تولون وأنا الشهاب الثاقب وأنا ليث بني غالب أنا علي بن أبي طالب فغاص في أوساطهم وطلع من أعراضهم وقلب الميمنة منهم على الميسرة والميسرة منهم على الميمنة حتى خاضت الخيل بالدماء وانهزم الباقون يدعون بالويل والثبور فرجع الإمام (ع) إلى الفواطم وسار بها ونزل الأمين جبرئيل (ع) وأخبر النبي (ص) بما جرى من الامام على القوم اللئام فخرج (ص) يستقبل عليا عليه السلام.
قال مؤلف الكتاب قال صاحب الفصول فأتوا النبي (ص) وهو نازل بقبا على بني عمرو بن عوف لم يدخل المدينة فلما أن جاؤوا خرج صلى الله عليه وآله وسلم من قبا يوم الجمعة بجمع