عمر فخرج العباس يبكي وقال يا رسول الله أخرجت عمك وأسكنت ابن عمك فقال ما أخرجته ولا أسكنته ولكن الله أسكنه وقال عمر دع لي خوخة اطلع منها إلى المسجد فقال لا ولا بقدر اصبعة، فقال أبو بكر دع لي كوة انظر إليها فقال لا ولا رأس إبرة، فسأل عثمان مثل ذلك فأبى (ص)، قال السمعاني فلم يزل علي (ع) وولده في بيته إلى أيام عبد الملك بن مروان فعرف الخبر فحسد القوم على ذلك واغتاض وأمر بهدم الدار وتظاهر أنه يريد أن يزداد في المسجد وكان فيها الحسن بن الحسن فقال لا أخرج ولا أمكن من هدمها فضرب بالسياط وتصايح الناس وأخرج عند ذلك وهدمت الدار وزيد في المسجد، وفي ينابيع المودة للشيخ سلمان الحنفي بسند عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام خطيبا فقال: أن رجالا لا يجدون في أنفسهم شيئا أن أسكنت عليا في المسجد وأخرجتهم والله ما أخرجتهم وأسكنته بل الله أخرجهم وأسكنه. أن الله عز وجل أوحى إلى موسى وأخيه: " أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا قبلة وأقيموا الصلاة " ثم أمر موسى أن لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه ولا يدخله جنب إلا هارون وذريته وان عليا مني بمنزلة هارون من موسى وهو أخي ولا يحل لأحد أن ينكح فيه النساء إلا علي وذريته فمن سائه فها هنا وأشار بيده نحو الشام ولله در الحميري حيث يقول:
من كان ذا جار له في مسجد * من نال منه قرابة وجوارا والله أدخله وأخرج قومه * واختاره دون البرية جارا وفي البحار فأقبل العباس بن عبد المطلب وقال يا رسول الله أنك قد علمت ما بيني وبينك من القرابة والرحم الماسة فأسأل الله أن يجعل لي بابا مفتوحا إلى المسجد أتشرف بها على من سواي فقال يا عم ليس إلي ذلك سبيل قال يا بن أخي إذن فميزابا يكون من داري إلى المسجد أتشرف به على القريب والبعيد فسكت صلى الله عليه وآله وسلم وصار لا يدري ما يعيد عليه من الجواب خوفا من الله وحياء منه فعند ذلك هبط عليه جبرائيل فقال يا محمد أن ربك يقرؤك السلام ويقول لك: أجب سؤال عمك وانصب له ميزابا إلى المسجد ويقول لك أني قد علمت ما في نفسك وقد أجبتك إلى ذلك كرامة لك ونعمة