احفظ لها منه ثم تلا صحف نوح (ع) ثم صحف إبراهيم ثم تلا التوراة حتى لو حضر موسى لشهد له أنه أحفظ لها منه ثم قرء الإنجيل حتى أنه لو حضر عيسى (ع) لأقر له أنه احفظ لها منه ثم قرء القرآن الذي أنزل الله علي من أوله إلى آخره ثم خاطبني وخاطبته بما يخاطب به الأنبياء ثم عاد إلى حال طفوليته وهكذا أحد عشر إماما من ذريته يفعل في ولادته مثل ما يفعل الأنبياء عليهم السلام وفي رواية شعبة عن قتادة عن أنس عن العباس بن عبد المطلب وهي المروية عن الحسن بن محبوب عن مولانا الصادق (ع) وهو الحديث المختصر أنه انفتح البيت من ظهره ودخلت فاطمة بنت أسد فيه ثم عادت الفتحة والتصقت وبقيت فيه ثلاثة أيام وأكلت من ثمار الجنة فلما خرجت ودخلت دارها وكان أبو طالب (ع) هناك مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسلم عليهما أمير المؤمنين ثم تنحنح وقال: بسم الله الرحمن الرحيم (قد أفلح المؤمنون) الآية فقال رسول الله (ص) قد أفلحوا بك أنت والله أميرهم وتميرهم من علمك فيمتارون وأنت والله دليلهم وبك والله يهتدون ووضع رسول الله لسانه في فيه فانفجر اثنتي عشرة عينا قال فسمى ذلك اليوم يوم التروية فلما كان من غد وبصر علي (ع) رسول الله وضحك في وجهه وجعل يشير إليه فأخذه رسول الله (ص) فقالت فاطمة عرفه فسمي ذلك اليوم عرفه فلما كان اليوم الثالث وكان اليوم العاشر من ذي الحجة اذن أبو طالب في الناس أذانا جامعا وقال هلموا إلى ولادة ابني علي ونحر ثلاثمائة من الإبل وألف رأس من البقر والغنم واتخذ وليمة وقال هلموا وطوفوا بالبيت سبعا وادخلوا وسلموا على علي ولدي ففعل الناس وجرت به السنة من ذلك.
أقول وفي الخبر منافاة للمشهور من ولادته (ع) كانت في اليوم الثالث عشر من رجب ولعل لفظ ذي الحجة زيادة من الراوي وأن الأسماء المذكورة كانت لأيام من رجب أيضا وان ذلك الطواف كان طواف سنه كما يشعر بذلك آخر الخبر وفي خبر آخر إنه (ع) لما قربت ولادته أتت فاطمة بنت أسد إلى بيت الله وقالت أي ربي إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب مصدقة بكلام جدي إبراهيم فبحق الذي بنى هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت على ولادتي فانفتح البيت