النار، بل نم على يمينك فإنها نومة العلماء، أو على يسارك فإنها نومة الحكماء، أو على ظهرك فإنها نومة الأنبياء.
قال: فتحرك لعنه الله كأنه يريد ان يقوم وهو في مكانه، فقال له أمير المؤمنين (ع) لقد هممت بشئ (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا) ولو شئت لأنبأتك بما تحت ثيابك، ثم تركه وعدل عنه إلى محرابه وقام قائما يصلي.
وكان (ع) يطيل الركوع والسجود في الصلاة كعادته في الفرائض والنوافل حاضرا قلبه، فلما أحس اللعين به نهض مسرعا، فأقبل يمشي حتى وقف بإزاء الأسطوانة التي كان الإمام عليه السلام يصلي عليها فأمهله حتى صلى الركعة الأولى وركع الثانية وسجد السجدة الثانية، فعند ذلك اخذ السيف وهزه ثم ضربه على رأسه الشريف!!
فوقعت الضربة على الضربة التي ضربه عمرو بن ود العامري! ثم اخذت الضربة من مفرق رأسه إلى موضع السجود! فلما أحس " ع " لم يتأوه وصبر، فوقع على وجهه قائلا:
بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، ثم صاح وقال: قتلني ابن ملجم، قتلني ابن اليهودية، فزت ورب الكعبة، أيها الناس لا يفوتنكم ابن ملجم، وسار السم في رأسه وبدنه، وثار جميع من في المسجد في طلب اللعين وماجوا بالسلاح.
قال الراوي: فما كنت أرى إلا صفق الأيدي على الهامات وعلو الصراخات وكان ابن ملجم لعنه الله ضربة ضربة خائفا مرعوبا! ثم ولى هاربا وخرج من المسجد وأحاط الناس بأمير المؤمنين وهو في محرابه يشد الضربة ويأخذ التراب ويضعه عليها، ثم تلا قوله تعالى: " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ".
ثم قال " ع ": جاء أمر الله وصدق رسول الله (ص)، ولما ضربه اللعين ارتجت الأرض وماجت البحار والسماوات واصطفت أبواب المسجد وهبت ريح سوداء مظلمة.
قال: وضربه اللعين شبيب بن مرة فأخطأه ووقعت الضربة في الطاق.
قال الراوي: فلما سمع الناس الضجة ثار إليه كل من كان في المسجد وصاروا