فبينما هو في هذه الحالة إذ أتته الملعونة قطام ونامت في فراشه وقالت له يا هذا من يكون على هذا العزم لا يرقد، فقال والله انى اقتله الساعة وارجع إلي قرير العين مسرورا وافعل ما تريد فاني منتظرة لك.
قال فوثب لعنه الله كأنه الفحل من الإبل وقال هلمي إلي بالسيف ثم انه اتزر بميزر واتسح بإزار وجعل السيف تحت الإزار مع بطنه وقال افتحي لي الباب ففي هذه الساعة أقتله! فقامت فرحة مسرورة وقبلت صدره وبقى يقبلها ويترشفها ثم راودها عن نفسها! فقالت له هذا علي أقبل إلى الجامع وأذن فقم إليه فاقتله، ثم عد إلي فها انا منتظرة رجوعك، فخرج من الباب وهي خلفه تحرضه بهذه الأبيات (1).
أقول إذا ما حية أعيت الوفا * وكان زعاق الموت منه شرابها دسسنا إليها في الظلام ابن ملجم * همام إذا ما الحرب شب التهابها فخذها على فوق رأسك ضربة * بكف سعيد سوف يلقى توابها قال الراوي فالتفت إليها وقال لها بل بكف شقي سوف يلقى عقابها.
قال جامع الكتاب عفى عنه: هكذا روي، والصحيح المشهور في الكتب ان ابن ملجم لعنه الله بات في المسجد ومعه رجلان أحدهما شبيب بن بحيرة والثاني وردان بن مجالد يساعدانه على قتل أمير المؤمنين " ع " وأصبحوا معهم أشعث بن قيس وغيره في رواية جماعة.
قال الراوي: فلما نزل الامام " ع " من المأذنة جعل يسبح الله ويقدسه ويكثر من الصلاة على النبي (ص) وكان من كرم أخلاقه عليه السلام انه يتفقد النائمين في المسجد ويقول للنائم: الصلاة يرحمك الله الصلاة قم إلى الصلاة المكتوبة عليك، ثم يتلو عليه السلام: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) ففعل ذلك كما كان يفعله على جاري عاداته مع النائمين في المسجد، حتى إذا بلغ إلى اللعين رآه نائما على وجهه، قال له يا هذا قم من نومتك هذه، فإنها نومة يمقتها الله تعالى وهي نومة الشياطين، ونومة أهل