روى الشيخان وغيرهما من طرق عن جابر - رضي الله عنه. قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل نجد - وفي رواية ذات الرقاع، فلما قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدركته القائلة يوما بواد كثير العضاة فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت ظل شجرة فعلق بها سيفه، فنمنا نومة، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعونا فجئناه، فإذا عنده اعرابي جالس، فقال: " ان هذا اخترط سيفي وانا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت: الله. قال: من يمنعك مني؟ قلت: الله، قال: من يمنعك منى؟ قلت: الله - ثلاث مرات، فشام السيف وجلس، ولم يعاقبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1).
ولهذه القصة طرق تأتى مع بعض ما يتعلق بها من الفوائد في أبواب عصمة - صلى الله عليه وسلم - ممن أراد الفتك به.
ومنها قصة الصبى الذي به جنون، روى البزار والطبراني في الأوسط، وأبو نعيم عن جابر - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة ذات الرقاع حتى إذا اتى حرة وأقم، حضرت امرأة بدوية بابن لها، فقالت: يا رسول الله، هذا ابني قد غلبني عليه الشيطان، ففتح فاه فبزق فيه، فقال: " اخسا عدو الله انا رسول الله ثلاثا، ثم قال: " شأنك بابنك لن يعود الله بشئ، مما كان يصيبه " (2) ومنها قصة البيضات الثلاث: روى محمد بن عمر، وأبو نعيم عن جابر - رضي الله عنه - قال في غزوة ذات الرقاع: جاء علبة بن زيد الحارثي - رضي الله عنه - بثلاث بيضات اداحى، فقال يا رسول الله: وجدت البيضات هذه في مفحص نعام، فقال: دونك يا جابر، فاعمل هذه البيضات فعملتهن، ثم جئت بهن في قصعة فجعلت اطلب خبزا فلا أجده، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يأكلون من ذلك البيض بغير خبز حتى انتهى إلى حاجته والبيض في القصعة كما هو، ثم قام فأكل منه عامة أصحابه، ثم رحنا مبردين (3).
ومنها قصة الرجل الذي دعا عليه - صلى الله عليه وسلم - بضرب رقبته: روى محمد بن عمر، والحاكم، وأبو نعيم عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى على رجل ثوبا مخروقا، فقال: ما له غيره؟ فقالوا له ثوبان جديدان في العيبة، فأمره بلبسهما، فلما ولى الرجل، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أليس هذا أحسن؟ ماله ضرب الله عنقه؟ " فسمعه الرجل فقال: يا