فغضب فجاه فقعد فيها أي انها ليست لذلك بأهل فغضب عند ذلك أبرهة وحلف ليسيرن إلى البيت فيهدمه وعند أبرهة رجال من العرب قد قدموا عليه يلتمسون فضله منهم محمد بن خزاعي بن حزابة الذكواني ثم السلمي في نفر من قومه معه أخ له يقال له قيس بن خزاعي فبينا هم عنده غشيهم عيد لإبرهة فبعث إليهم فيه بغذائه وكان يأكل الخصي فلما أتى القوم بغذائه قالوا والله لئن أكلنا هذا لا تزال تعيبنا به العرب ما بقينا فقام محمد بن خزاعي فجاء أبرهة فقال أيها الملك هذا يوم عيد لنا لا نأكل فيه إلا الجنوب والأيدي فقال له أبرهة فسنبعث إليكم ما أحببتم فإنما أكرمتكم بغذائي لمنزلتكم منى ثم إن أبرهة توج محمد بن خزاعي وأمره على مضر وأمره أن يسير في الناس يدعوهم إلى حج القليس كنيسته التي بناها فسار محمد بن خزاعي حتى إذا نزل ببعض أرض بنى كنانة وقد بلغ أهل تهامة أمره وما جاء له بعثوا إليه رجلا من هذيل يقال له عروة بن حياض الملاصي فرماه بسهم فقتله وكان مع محمد بن خزاعي أخوه قيس فهرب حين قتل أخوه فلحق بإبرهة فأخبره بقتله فزاد ذلك أبرهة غضبا وحنقا وحلف ليغزون بنى كنانة وليهد من البيت (وأما هشام بن محمد) فإنه قال بنى أبرهة بعد أن رضى عنه النجاشي وأقره على عمله كنيسة صنعاء فبناها بناء معجبا لم ير مثله بالذهب والأصباغ المعجبة وكتب إلى قيصر يعلمه أنه يريد بناء كنيسة بصنعاء يبقى أثرها وذكرها وسأله المعونة له على ذلك فاعانه بالصناع والفسيفساء والرخام وكتب أبرهة إلى النجاشي حين استتم بناؤها إني أريد أن أضرف إليها حاج العرب فلما سمعت بذلك العرب أعظمته وكبر عليها فخرج رجل من بنى مالك بن كنانة حتى قدم اليمن فدخل الهيكل فأحدث فيه فغضب أبرهة وأجمع على غزو مكة وهدم البيت فخرج سائرا بالحبشة ومعه الفيل فلقيه ذو نفر الحميري فقاتله فاسره فقال أيها الملك إنما أنا عبد ك فاستبقني فان حياتي خير لك من قتلى فاستبقاه ثم سار فلقيه نفيل بن حبيب الخثعمي فقاتله فهزم أصحابه وأسره فسأله أن يستبقيه ففعل وجعله دليله في أرض العرب (رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق) قال ثم إن أبرهة حين أجمع السير إلى البيت أمر الحبشان
(٥٥١)