كان بين الترك والفرس على ترك الفريقين التعدي لها وكان فيروز عاهد اخشنوار أن لا يجاوزها إلى بلاد الهياطلة أمر فيروز فضمد فيها خمسون فيلا وثلثمائة رجل فجرت أمامه جرا واتبعها أراد بذلك زعم الوفاء لا خشنوار بما عاهده عليه فبلغ اخشنوار ما كان من فيروز في أمر تلك المنارة فأرسل إليه يقول انته يا فيروز عما انتهى عنه أسلافك ولا تقدم على ما لم يقدموا عليه فلم يحفل فيروز بقوله ولم تكرثه رسالته وجعل يستطعم محاربة اخشنوار ويدعوه إليها وجعل اخشنوار يمتنع من محاربته ويستكرهها لان جل محاربة الترك انما هو بالخداع والمكر والمكايدة وأن اخشنوار أمر فحفر خلف عسكره خندق عرضه عشرة أذرغ وعمقه عشرون ذراعا وغمى بخشب ضعاف وألقى عليه ترابا ثم ارتحل في جنده فمضى غير بعيد فبلغ فيروز رحلة اخشنوار بجنده من عسكره فلم يشك في أن ذلك منهم انكشاف وهرب فأمر بضرب الطبول وركب في جنده في طلب اخشنوار وأصحابه فاغذوا السير وكان مسلكهم على ذلك الخندق فلما بلغوه أقحموا على غمائه فتردى فيها فيروز وعامة جنده وهلكوا من عنده آخرهم وأن اخشنوار عطف على عسكر فيروز فاحتوى على كل شئ فيه وأسر موبذان موبذ وصارت فيروزدخت ابنة فيروز فيمن صار في يده من نساء فيروز وأمر اخشنوار فاستخرجت جثة فيروز وجثة كل من سقط معه في ذلك الخندق فوضعت في النواويس ودعا اخشنوار فيروز دخت إلى أن يباشرها فأبت عليه وأن خبر هلاك فيروز سقط إلى بلاد فارس فارتجوا له وفزعوا حتى إذا استقرت حقيقة خبره عند سوخرا تأهب وسار في عظم من كان قبله من الجند إلى بلاد الهياطلة فلما بلغ جرجان بلغ اخشنوار خبر مسيره لمحاربته فاستعدو أقبل متلقيا له وأرسل إليه يستخبره عن خبره ويسأله عن اسمه ومرتبته * فأرسل أنه رجل يقال له سوخرا ولمريبته قارن وأنه إنما سار إليه لينتقم منه لفيروز فأرسل إليه اخشنوار يقول إن سبيلك في الامر الذي قدمت له كسبيل فيروز إذ لم يعقبه في كثرة جنوده من محاربته إياي إلا الهلكة والبوار فلم ينهنه سوخرا قول اخشنوار ولم يعبأ به
(٥١٦)