الله من كفرهم والامر بالتوحيد فكان من أمره وأمر الذين بعث إليهم ما قصه الله في كتابه فقال الله عز وجل (فلو لا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) وقال (وذان النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) وقد اختلف السلف من علماء أمة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذهابه لربه مغاضبا وظنه أن لن نقدر عليه وفى حين ذلك * فقال بعضهم كان ذلك منه قبل دعائه القوم الذين أرسل إليهم وقبل إبلاغه إياهم رسالة ربه وذلك أن القوم الذين أرسل إليهم لما حضرهم عذاب الله أمر بالمصير إليهم ليعلمهم ما قد أظلهم من ذلك لينيبوا مما هم عليه مقيمون مما يسخطه الله فاستنظر ربه المصير إليهم فلم ينظره فغضب لاستعجال الله إياه للنفوذ لامره وترك إنظاره.
ذكر من قال ذلك * حدثني الحارث قال حدثنا الحسن الأشيب قال سمعت أبا هلال محمد بن سليم قال حدثنا شهر بن حوشب قال أتاه جبريل عليه السلام يعنى يونس وقال انطلق إلى أهل نينوى فأنذرهم أن العذاب قد حضرهم قال التمس دابة قال الامر أعجل من ذلك قال التمس حذاء قال الامر أعجل من ذلك قال فغضب فانطلق إلى السفينة فركب فلما ركب احتبست السفينة لا تقدم ولا تأخر قال فساهموا قال فسهم فجاء الحوت يبصبص بذنبه فنودي الحوت أيا حوت انا لم نجعل يونس لك رزقا إنما جعلناك له حرزا ومسجدا فالتقمه الحوت فانطلق به من ذلك المكان حتى مر به على دجلة ثم انطلق به حتى ألقاه في نينوى * حدثني الحارث قال حدثنا الحسن قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا شهر بن حوشب عن ابن عباس قال انما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت * وقال آخرون كان ذلك منه بعد دعائه من أرسل إليه إلى ما أمره الله بدعائهم إليه وتبليغه إياهم رسالة ربه ولكنه